قال فوثبت من نومي فزعا فنظرت إلى السماء فلم أر الأسعد الذابح فتفاءلت به ذبحا يقع في العرب وعلمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض، فركبت ناقتي وسرت فقدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج فقلت مه؟ فقالوا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئت المسجد فوجدته خاليا فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت بابه مرتجا وقيل هو مسجى قد خلا به أهله، فقلت أين الناس؟ فقيل في سقيفة بنى ساعدة فجئتهم فتكلم أبو بكر رضي الله عنه فلله دره من رجل لا يطيل الكلام، ومد يده فبايعوه ورجع فرجعت معه فشهدت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ودفنه أهـ (وفي المواهب أيضا) قال ومن آياته عليه الصلاة والسلام بعد موته ما ذكر من حزن حماره عليه حتى تردى في بئر، وكذلك ناقته فإنها لم تأكل ولم تشرب حتى ماتت (قال رزين) ورش قبره الشريف رشه بلال بن رباح بقربة بدأ من قبل رأسه، حكاه ابن عساكر، وجعل عليه من حصباء وبيضاه، ورفع قبره عن الأرض قدر شبر (وفي البخاري) من حديث أبي بكر بن عياش عن سفيان التمار أنه حدثه أنه رأى قبر النبي مسنما أي مرتفعا زاد أبو نعيم في المستخرج وقبر أبي بكر وعمر كذلك (ورواه أبو داود والحاكم) من طريق القاسم بن محمد بن أبي بكر قال دخلت على عائشة فقلت يا أمه اكشفي لي عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم فكشف لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطئة مبطوحه ببطحاء العرصة الحمراء (زاد الحاكم) فرأيت رسول الله مقدما وأبو بكر رأسه بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم وعمر رأسه عند رجلي النبي صلى الله عليه وسلم وهذا كان في خلافة معاوية فكأنها كانت في الأول مسطحة ثم لما بنى جدار القبور في إمارة عمر بن عبد العزيز على المدينة من قبل الوليد بن عبد الملك صيروها مرتفعة، (وقد روى أبو بكر الأجري) في صفة قبر النبي صلى الله عليه وسلم عن عثيم بن قسطاس المدني قال رأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم في إمارة عمر بن عبد العزيز رأيته مرتفعًا نحوا من أربع أصابع. ورأيت قبر أبي بكر وراء قبره، ورأيت قبر عمر وراء قبر أبي بكر أسفل منه والله أعلم (باب) (١) (عن ابن عباس الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في ذكر مولده الشريف في الجزء العشرين ص ١٨٩ رقم ١٢ (٢) (سنده) حدثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم ثنا زائدة ثنا زياد بن علاقة عن جرير (يعني ابن عبد الله) قال قال لي حبر باليمن الخ (قلت) زائدة هو ابن قدامة الثقفي أبو الصلت ثقة وثقة أبو حاتم وغيره (غريبه) (٣) أي من أحبار اليهود علم ذلك بما وجده مكتوبا عندهم في التوراة (تخريجه) لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده صحيح ورجاله ثقات، وتقدم حديث عائشة في الباب السابق أنه صلى الله عليه وسلم توفى يوم الاثنين ودفن ليلة الأربعاء وبذلك قال جمهور العلماء، وإنما تأخر دفنه صلى الله عليه وسلم هذه المدة لاشتغلال الصحابة رضي الله عنهم بالبيعة لأبي بكر حرصا على أن لا يمضي زمن على المسلمين بدون خليفة (٤) (سنده) حدثنا هشيم أخبرنا