اعلم أرشدني الله وإياك أن ترجمة الإمام أحمد رحمه الله تعالى ومناقبه كثيرة جدا تحتاج الى مجلدات، ولما كان لا بد لي من ذكر شيء من ترجمته لمناسبة اسمه في المقدمة رأيت أن أقتصر على أوجز ترجمة لكثرة شواغلي الآن وقيامي بطبع وتصحيح الكتاب أعني {الفتح الرباني} وقد وكلت الى نجلي الأكبر {حسن أحمد البنا} عمل مقدمة كبيرة ضافية تليق بعظمة الكتاب، ومؤلف أصله تقع في جزء لطيف تتضمن شيئا كثيرا من ترجمة الإمام أحمد ومناقبه وسيرته ومحنته وما يتعلق بمسنده ومنزلته عند المحدثين وشيء من فن الحديث وغير ذلك فلبى الطلب؛ وفقه الله عز وجل لعملها وأطال عمره وأحسن عمله وبارك فيه وفي اخوته وجعلهم خلفا صالحا آمين. نسبه رحمه الله قال الحافظ العلامة الإمام في الحديث والقراءات شمس الدين أبو الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف بن الجزري المتوفي سنة ٨٣٣ رحمه الله في كتابه {المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد} ما نصه: أما الإمام أحمد فهو إمام المسلمين وأزهد الأئمة وشيخ الإسلام وأفضل الأئمة الأعلام في عصره وشيخ السنة وصاحب المنة على الأمة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حبان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكاشة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وقد غلط قوم فجعلوه من ولد ذهل بن شيبان وإنما هو من ولد شيبان بن ذهل بن ثعلبة، وذهل بن ثعلبة هو عم ذهل بن شيبان، وقد اجتمع أحمد والنبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم في نزار لأن النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم مضري من ولد مضر بن نزار، وأحمد بن حنبل ربعي من ولد ربيعة بن نزار فهو أخو مضر بن نزار، وكانت أم أحمد شيبانية أيضا واسمها: صفية بنت ميمونة بنت عبد الملك الشيباني من بني عامر كان أبوه نزل بهم وتزوج بها، وكان عبد الملك بن سواده بن هند الشيباني