للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأثابه رضاه فإنه قد أسدى إلى الأمة أعظم ما عليه يحمد بإخراجه


من وجوه بني عامر وكان ينزل بها قبائل العرب فيضيفهم.
مولده ووفاة والده
ولد الإمام أحمد رحمه الله تعالى في العشرين من ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة ببغداد (١) وقال الحافظ أبو يعلى الحنبلي أنه ولد بمرو ثم حمل الى بغداد وهو رضيع وكان أبوه في زي الغزاة أصله من البصرة وتوفي أبوه محمد وله ثلاثون سنة وأحمد طفل.
نشأته ومشايخه وتلاميذه
قال الإمام أحمد: لم أر جدي ولا أبي، و، شأ في بغداد وعرف فضله وهو غلام في الكتاب فسمع من هشيم وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة ويحيى القطان عباد بن عباد وهذه الطبقة، وسمع بالعراق والحجاز والشام واليمن، روى عنه البخاري مباشرة وورى عن واحد عنه في صحيحه، ومسلم وأبو دادو وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وعبد الله وأخوه صالح ابناه وخلق كثير وآخرهم أبو القاسم البغوي رحمهم الله.
أول طلبه الحديث وثناء الناس عليه
أول طلبه للحديث سنة تسع وسبعين (أي بعد المائة) وله ست عشر سنة رحمه الله قال عبد الله بن الإمام أحمد سمعت أبا زرعة يقول: كان أبوك يحفظ ألف ألف حديث قيل وما يدريك: قال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب. وقال أبو عبيد: انتهى العلم الى أربعة: أفقههم أحمد ثم قال: لست أعلم في الإسلام مثله. وقال علي بن المديني: إن الله تعالى أيد هذا الدين بأبي بكر الصديق رضي الله عنه يوم الردة وبأحمد بن حنبل رحمه الله تعالى يوم الفتنة. وقال يحيى بن معين: والله ما تحت أديم السماء أفقه من أحمد بن حنبل، ليس في شرق ولا غرب مثله. وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: ما خلفت ببغداد أفقه ولا أورع ولا أعلم من أحمد.
وقال الحافظ الذهبي: انتهت إليه الإمامة في الفقه والحديث والإخلاص والورع، واجمعوا على أنه ثقة حجة إمام. اهـ
ونقل الحافظ أبو موسى المديني المتوفي سنة ٥٨١ في كتابه خصائص المسند عن خط أبي بكر بن أبي نصر قال أبو الحسن اللنباني سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمه الله يقول: كتب أبي عشرة آلاف الف حديث ولم يكتب سوادا في بياض إلا قد حفظه. اهـ
ونقل الشوكاني عن ابي زرعة قال كانت كتب أحمد بن حنبل اثنى عشر حملا وكان يحفظها عن ظهر قلبه وكان يحفظ الف الف حديث اهـ
صفته رحمه الله
قال الحافظ الذهبي رحمه الله: يصف الإمام أحمد في ترجمته هو عالم العصر وزاهد

<<  <  ج: ص:  >  >>