-[حديث أنس وعبد الله بن بسر في شيب رسول الله صلى الله عليه وسلم]-
(عن أم هانئ) قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة وله أربع غدائر (باب ما جاء في شيبه صلى الله عيه وسلم)(عن انس) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخضب قط إنما كان البياض في مقدم لحيته وفي العنفقة وفي الرأس وفي الصدغين شيئا لا يكاد يرى وأن أبا بكر خضب بالحناء (عن حرير بن عثمان) قال كنا غلمانا جلوسا عند عبد الله بن بسر وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم نكن نحن نسأله فقلت أشيخا كان النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال كان في عنفقته شعرات بيض
أهل اللغة الجمة أكثر من الوفرة، فالجمة الشعر الذي نزل إلى المنكبين والوفرة ما نزل إلى شحمة الأذنين واللمة التى ألمت بالمنكبين (قال القاضي) والجمع بين هذه الروايات أن ما يلي الأذن هو الذي يبلغ شحمة أذنيه وهو الذي بين أذنيه وعاتقه، وما خلفه هو الذي يضرب منكبيه، قال وقيل بل ذلك لاختلاف الآوقات، فإذا أغفل عن تقصيرها بلغت المنكب، وإذا قصرها كانت إلى أنصاف الأذنين، فكان يقصر ويطول بجسب ذلك، والعاتق ما بين المنكب والعنق، وأما شحمة الأذن فهو اللين منهما في أسفلها وهو معلق القراط منها، وتوضح هذه الروايات رواية إبراهيم الحربي كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الوفرة ودون الجمة أهـ قلت يعني حديث عائشة المذكور في هذا الباب والله أعلم (١) (سنده) حدثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أم هاني (يعني بلت أبي طالب آخت على رضي الله عنهما) (غريبة) (٢) جمع غديرة يعني ضفيرة، وقد جاء عند الترمذي بلفظ ضفائر بدل غدائر، قال في انجاح الحاجة لعله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك خشية الغبار (تخريجه) (د مذ جه) وقال الترمذي هذا حديث حسن، وعبد الله ابن أبي نجيح مكي وأبو نجيح اسمه يسار، قال محمد (يعني البخاري) لا أعرف لمجاهد سماعا من أم هانيء أهـ قال شارحه (فإن قلت) كيف حّسن الترمذي هذا الحديث مع أنه قد نقل عن الإمام البخاري أنه قال لا أعرف لمجاهد سماعا من أم هانيء (قلت) لعله مذهب جمهور المحدثين فإنهم قالوا إن عنعة غير المدلس محموله على السماع إذا كان اللقاء ممكنا وإن لم يعرف السماع والله تعالى أعلم (باب) (٣) (سنده) حدثنا أبو سعيد ثنا المثنى عن قتادة عن أنس (يعني ابن ملك) الخ (غريبة) (٤) هي الشعرات تحت الشفة السفلى (وقوله وفي الرأس) جاء عند مسلم (وفي الرأس نبذ) بفتح النون وسكون الموحدة آخره ذال معجمة أي شعرات متفرقة (٥) الصدغ بضم الصاد المشددة هو ما بين العين والأذن (٦) زاد عند مسلم والكتم (قال النووي) أما الحناء فممدود وهو معروف وأما الكتم. فبفتح الكاف والتاء المثناه، من فوق المخففة هذا هو المشهور، وقال أبو عبيدة هو بتشديد التاء وحكاه غيره، وهو نبات يصبغ به الشعر يكثر بياضه أو حمرته إلى الدهمة (تخريجه) (ق. وغيرهما) (٧) (سنده) حدثنا حجاج بن محمد عن حريز بن عثمان قال كنا غلمانا إلى آخره (وله طريق ثان) عند الإمام أحمد أيضا قال حدثنا حسن بن موسى ثنا حريز قال قلت لعبد الله بن بسر ونحن غلمان لا نعقل العلم أشيخا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره (غريبة) (٨) معناه أنهم كانوا صغارا لا يعقلون العلم كما صرح بذلك في الطريق الثانية (٩) أي لا تزيد على عشرة لا يراده بصيغة جمع القلة، وقيل إنهما كانت سبع عشرة شعرة وقبل عشرين كما في حديث ابن عمر الآتي والله أعلم (تخريجه) (خ) وهو من ثلاثيات الإمام أحمد