للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في تواضعه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم]-

فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل، فقال جبريل هذا الملك ما نزل منذ خلق قبل الساعة، فلما نزل قال يا محمد أرسلني إليك ربك قال أفملكا نبيا يجعلك أو عبدًا رسولا؟ قال جبريل تواضع لربك يا محمد، قال بل عبدا رسولا (عن أنس بن مالك) قال أن كانت الأمة من أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتنطلق به في حاجتها (وعنه أيضا) قال إن أمرأة لقيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في طريق من طرق المدينة فقالت يا رسول الله أن لي إليك حاجة، قال يا أم فلان اجلسي في أي نواحي السكك شئت اجلس إليك، قال فقعدت فقعد إليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى قضت حاجتها (عن ابن عباس) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتي السقاية فقال أسقوني، فقالوا أن هذا يخوضه الناس ولكنا نأتيك به من البيت، فقال لا حاجة لي فيه، أسقوني مما يشرب منه الناس (عن أبي هريرة) قال قال يهودي بسوق المدينة والذي اصطفى موسى على البشر قال، فلطمه رجل من الانصار فقال تقول هذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فينا قال فاتي اليهودي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ونفخ في


ولا أعلمه الأعن أبي هريرة قال جلس جبريل الخ (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه أحمد والبزار وأبو يعلى ورجال الأولين رجال الصحيح (١) (سنده) حدثنا هيثم انبأنا حميد عن أنس بن مالك الخ (غريبة) (٢) جاء في رواية أخرى عن أنس أيضا (فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت (تخريجه) (خ) وقد اشتمل هذا الحديث على أنواع من المبالغة في التواضع لذكره المرأة دون الرجل والامة دون الحرة، وحيث عمم بلفظ الاماء فالمراد أي أمة كانت، وبقوله في الرواية الأخرى فما ينزع يده من يدها حتى تذهب به حيث شاءت أي من الأمكنة، والتعبير باليد أشارة إلى غاية التصرف حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة والتمست مساعدتها في تلك الحالة لساعدها على ذلك، هو ذا من مزيد تواضعه وبراءته من جميع أنواع الكبر صلى الله عليه وسلم (٣) (سنده) حدثنا مروان بن معاوية أنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال أن امرأة الخ (تخريجه) لم أقف عليه بهذا اللفظ لغير الإمام أحمد وسنده صحيح ورجاله ثقات (٤) هذا طرف من حديث سيأتي بتمامه وسنده وشرحه وتخريجه في باب حجه صلى الله عليه وسلم وهو حديث صحيح وفيه دلالة على تواضعه صلى الله عليه وسلم وكرم أخلاقه حيث لم يقبل أن يؤتي بشراب خاص له ويأبي ألا أن يشرب مما يشرب منه الناس: عليه أفضل الصلاة وأتم السلام (٥) (سنده) حدثنا يزيد قال أنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة الخ (غريبه) (٦) جاء عند مسلم عن أبي هريرة أيضا قال بينما يهودي يعرض سلعة له أعطى بها شيئا كرهه أو لم يرض به شك عبد العزيز (أحد رجال السند عند مسلم) قال لا والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر، قال فسمعه رجل من الأنصار فلطم وجهه قال تقول والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا؟ قال فذهب اليهودي إلى رسول صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا القاسم أن لي ذمة وعهدا وقال فلان لطم وجهي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم لطمت وجهه؟ قال قال يا رسول الله والذي اصطفى موسى عليه السلام على البشر وأنت بين أظهرنا؛ قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى عرف الغضب في وجهه ثم قال لا تفضلوا بين أنبياء الله فإنه ينفخ في الصور فذكر نحو حديث الباب (٧) جاء في رواية أخرى للإمام أحمد في باب ما جاء في فضل نبي الله

<<  <  ج: ص:  >  >>