للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في تواضعه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم]-

الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض ألا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) قال فأكون أول من يرفع رأسه فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدرى أرفع رأسه قبلى أم كان ممن استثنى الله، ومن قال إنس خير من يونس بن متى فقد كذب (عن أبي أمامة) قال مر النبي صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر نحو بقيع الغرقد قال فكان الناس يمشون خلفه قال فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفسه فجلس حتى قدمهم أمامه لئلا يقع في نفسه من الكبر (عن جابر) قال كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يمشون أمامه إذا خرج ويدعون ظهره للملائكة (عن عروة بن الزبير) قال قيل لعائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت كما يصنع أحدكم بخصف نعله ويرقع ثوبه (وعنه من طريق ثان) قال سأل رجل عائشة


موسى من كتاب أحاديث الأنبياء في الجزء العشرين ص ٨٣ رقم ٤٥ قال فأتى اليهودي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساله فاعترف بذلك، فقال رسول صلى الله عليه وسلم لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة الخ (١) تقدم الكلام على الصعقة وعلى قوله فلا أدرى ارفع رأسه قبلي الخ في شرح الرواية الأخرى للإمام أحمد المشار إليها في الجزء العشرين ص ٨٣ (٢) معناه التفضيل في نفس النبوة فلا تفاضل فيها، ومن قال غير ذلك فقد كذب، وإنما التفاضل بالخصائص وفضائل أخرى ولابد من اعتقاد التفضيل، قال تعالى (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) وأفضلهم نبينا لقوله صلى الله عليه وسلم (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة) وهو حديث صحيح رواه (حم م د مذ جه) وغيرهم ولأدلة أخرى يطول ذكرها وتقدم الكلام على ذلك في شرح حديث أبي سعيد وهو الحديث الثاني من كتاب أحاديث الأنبياء في الجزء العشرين ص ٣٦ فارجع إليه، ويستفاد منه ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من التواضع وحسن الخلق عليه الصلاة والسلام (تخريجه) (ق. وغيرهما) (٣) (عن أبي إمامة) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه في فصل في عذاب عصاة المؤمنين في القبر من كتاب الجنائز في الجزء الثامن صفحة ١٣١ رقم ٣١٣ وقوله فيه (وقر ذلك في نفسه) بفتح الواو والقاف أي ثقل على نفسه من الوقر وهو الحمل الثقيل، والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم لما تردد في سمعه صوت فعالهم وهم يمشون وراه مجلس حتى لحقوا به فقدمهم أمامه لئلا يقع في نفسه من الكبر، وفي ذلك من التواضع وكرم الأخلاق وقمع النفس مالا يخفي (٤) كان صلى الله عليه وسلم معصوما من الكبر وكل مايشين الإنسان ولكنه فعل ذلك ليستأنس به غيره (٥) (سنده) حدثنا وكيع عن سفيان عن الأسود بن قيس عن نبيح عن جابر (يعني ابن عبد الله الخ) (٦) جاء في المواهب وأما مشيه عليه الصلاة والسلام مع أصحابه فكانو يمشون بين يديه وهو خلفهم ويقول خلوا ظهري للملائكة، قال الزرقانب لأنهم يحرسونه من أعدائه قاله أبو نعيم ولا ينافيه (والله يعصمك من الناس) لأنه إن كان قبل نزولها فظاهر وإلا فمن عصمة الله تعالى له أن يوكل به جنده من الملاء الأعلى إظهارًا لشرفه (تخريجه) (ك) وأبو نعيم وابن سعد وسنده صحيح ورجاله كلهم ثقات (٧) (سنده) حدثنا مؤمل قال ثنا سفيان عن هشام عن أبيه (يعني عروة بن الزبير) قال قيل لعائشة الخ (غريبة) (٨) أي يخرزها من الخصف الضم والجمع؛ والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم كان يصنع في بيته كما يصنع أي إنسان منكم من الاشتغال بمهنة الأهل والنفس إرشادا للتواضع وترك التكبر ولا يترفع عن ذلك لكونه مشرّفا بالوحي والنبوة مكرَّما بالرسالة والآيات (٩) (سنده) حدثنا عبد الرزاق أنا معمر عن

<<  <  ج: ص:  >  >>