للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في زهده صلى الله عليه وسلم في الدنيا بعد عرضها عليه]-

مكبة ذهبا فقلت لا يا رب ولكن أشبع يوما وأجوع يوما أو نحو ذلك فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك (عن علي بن رباح) قال سمعت عمرو بن العاص (رضي الله عنه) يقول لقد أصبحتم ترغبون في الدنيا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيها، والله ما أتت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة في دهره ألا كان الذي عليه أكثر مما له، قال فقال له بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسلف (وقال غير يحيى) والله ما مرّ برسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة من الدهر إلا والذي عليه أكثر من الذي له (عن ابن عباس) أن النبي صلى الله عليه وسلم التفت إلى أحد فقال والذي نفس محمد بيده ما يسرني أن أحدا يحوّل لآل محمد ذهبًا أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت أدع منه دينارين ألا دينارين أعدهما لدين أن كان، فمات وما ترك دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا وليدة، وترك درعه مرهونة عند يهودىّ على ثلاثين صاعا من شعير (زاد في رواية) أخذها رزقا لعياله (عن مالك بن عبد الله الزيادى) يحدث عن أبي ذر أنه جاء يستأذن على عثمان بن عفان قال فأذن له وبيده عصاه: فقال عثمان يا كعب أن عبد الرحمن توفى وترك ما لا فما ترى فيه؟ فقال أن كان يصل فيه حق الله فلا بأس عليه فرفع أبو ذر عصاه فضرب كعبا وقال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أحب


ص ١٠١ رقم ١ (١) (عن علي بن رباح الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في كتاب الزهد في الجزء المشار إليه ص ١٠٢ رقم ٥ ووقع فيه خطأ هناك إذ جاء فيه (فقال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتسلف) وصوابه فقال له بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسلف كما هنا والله الموفق (٢) (سنده) حدثنا عفان وأبو سعيد المعنى قالا حدثنا ثابت حدثنا هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس الخ (تخريجه) أورده الهيثمي وقال روى الترمذي وابن ماجه بعضه رواه البزار وإسناده حسن (قلت) معناه ثابت عند الشيخين والإمام أحمد وتقدم في باب ما جاء في مخلفاته صلى الله عليه وسلم في الجزء الحادي والعشرين ص ٢٦٠ رقم ٥٦٠ من حديث عائشة، وذكر صاحب المنتقى حديث عائشة ثم قال ولا حمدو النسائي ابن ماجه مثله من حديث ابن عباس (٣) (سنده) حدثنا حسن بن موسى ثنا عبد الله بن لهيعة حدثنا أبو قبيل عن مالك بن عبد الله الزيادي يحدث عن أبي ذر الخ (قلت) قال الحافظ في تعجيل المنفعة وقع في نسبة مالك في المسند تحريف لم ينبه عليه، وقد ذكره ابن يونس فقال مالك بن عبد الله البردادي بفتح الموحدة وسكون المهملة ودالين بينهما ألف هكذا ضبط بالحروف في نسخة الحافظ الحبال المصري: وابن يونس أعلم بالمصريين من غيره فقال مالك بن عبد الله المعافرى البردادي ذكر فيمن شهد فتح مصر يروى عن أبي ذر روى عنه ابن قبيل (بوزن عظيم) اهـ ما ذكره الحافظ (غريبه) (٤) هو كعب الأحبار (٥) أي فلا بأس عليه فيما بقى من المال (٦) إنما ضرب أبو ذر كعبا لأن أبا ذر كان زاهدا متقللا في الدنيا وكان مذهبه أنه يحرم على الإنسان ادخار ما زاد على حاجته عملا بظاهر هذا الحديث واستشهد على هذا الحديث بعثمان فأقره عليه (تخريجه) أورده الهيثمي وقال رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وقد ضعفه غير واحد ورواه أبو يعلى في السكير وزاد قال كعب إني أجد في التوراة الذي حدثتكم قال (يمحو الله ما يشاء)

<<  <  ج: ص:  >  >>