للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم انقياه ما استمصى من الحيوانات]-

غلام نجار يا رسول الله إن لي غلاما نجارًا فآمره أن يتخذ لك منبرًا تخطب عليه؟ قال بلى، قال فلما كان يوم الجمعة خطب على المنبر قال فإنّ الجذع الذي كان يقوم عليه كما يئن الصبي؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا بكى لما فقد من الذكر (عن ابن عباس) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع قبل إن يتخذ المنبر فلما اتخذ المنبر وتحول إليه حنَّ عليه فأتاه فاحتصنه فسكن قال ولو م احتضنه لحنّ يوم القيامة (باب ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم انقياد ما استعصى من الحيوانات والجمادات ببركته عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليمات) (عن أنس بن مالك) قال كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنسون عليه وأن الجمل اسستصعب عليهم فمنعهم ظهره وأن الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنه كان لنا جمل نسنى عليه وإنه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه قوموا فقاموا، فدخل الحائط والحمل في ناحية فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، فقلت الأنصار يا نبي الله إنه قد صار مثل الكلب الكلب وإذا نخاف عليك صولته، فقال ليس علىّ منه بأس، فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل نحوه حتى حرّ ساجدا بين يديه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذلّ ما كانت قط حتى أدخله في العمل، فقال أصحابه يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك، فقال لا يصلح لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من


في الدلائل، وأورد الطريق الأولى منه الحافظ ابن كثير في تاريخه وقال هذا إسناد على شرط مسلم ولم يخرجوه، وأورد الطريق الثانية منه ثم قال وقد ذكره البخاري في غير ما موضع من صحيحه من حديث عبد الواحد بن أيمن عن أبيه وهو أيمن الحبشي المكي مولى ابن أبي عمرة المخزومي عن جابر به (١) (سنده) حدثنا عفان أخبرنا حماد عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس الخ (تخريجه) إسناده صحيح، وأوره الحافظ ابن كثير في تاريخه وعزاه للإمام أحمد ثم قال وهذا الإسناد على شرط مسلم ولم يروه إلا ابن ماجه من حديث حماد بن سلمة (قلت) وهو في ابن ماجه في باب ما جاء في بدء شأن المنبر من كتاب الصلاة في الجزء الأول قبيل أبواب الجنازة؛ هذا وقد روى حديث حنين الجذع عن جماعة من الصحابة من طرق كثيرة تفيد القطع بوقوع ذلك، (قال العلامة التاج بن السبكي) الصحيح عندي ان حنين الجذع متواتر اهـ (وقال الحافظ) حنين الجذع وانشقاق القمر نقل كل منهما نقلا مستفيضًا يفيد القطع عند من يطلع على طرق الحديث، (وقال البيهقي) قصة حنين الجذع من الأمور الظاهرة التي حملها الخلف عن السلف، قال أبو القاسم البغوي كان الحسن إذا حدث بهذا الحديث (يعنى حنين الجذع) بكى ثم قال يا عباد الله الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا إليه لمكانه من الله فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه (باب) (٢) (سنده) حدثنا خلف بن خليفة عن حفص عن عمه أنس بن مالك الخ (غريبه) (٣) أي يحملون عليه الماء من البئر لسقي الزرع (٤) بسكون اللام في الأول وكسرها في الثاني يقال كليب الكلب كلبا من باب تعب، وهو داء يشبه الجنون يأخذه فيعقر الناس، ويقال لمن يعقره كليب.

<<  <  ج: ص:  >  >>