-[ما جاء في تأدب الصحابة بحضرته صلى الله عليه وسلم وتبركهم بآثاره]-
فقال يا محمد، فقلنا ويحك اغضض من صوتك فانك قد نهيت عن ذلك، فقال والله لا أغضض من صوتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجابه على نحوٍ من مسألته (وفى رواية وأجابه نحو مما تكلم به) فقال أرأيت رجلا أحب قومًا ولما يلحق بهم؟ قال هو مع من أحب (عن أنس) قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه قال فجاء ذات يوم فنام على فراشها فأتت فقيل لها هذا النبى صلى الله عليه وسلم نائم فى بيتك على فراشك، قال فجاءت وقد عرق واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش قال ففتحت عتيدها قال فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره فى قواريرها ففزع النبى صلى الله عليه وسلم فقال ما تصنعين يا أم سليم؟ قالت يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا، قال أصبت (وعنه من طريق ثان) قال دخل علينا النبى صلى الله عليه وسلم فقال عندنا فعرق (وفى رواية وكان من أكثر الناس عرقًا) وجاءت أمى بقارورة فجعلت
هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وتخريجه فى باب توقيت مدة المسح على الخفين من كتاب الطهارة فى الجزء الثانى بعضه فى المتن وبعضه فى الشرح ص ٦٥ رقم ٣٣٦ وهو يتضمن خمس مسائل (المسألة الأولى) فى الرحلة فى طلب العلم وفضل طالبه وتقدم الكلام على ذلك فى بابه من كتاب العلم فى الجزء الاول ص ١٥٠ رقم ١٤ (والثانية) فى توقيت مدة المسح على الخفين وهو فى الباب المشار اليه آنفا (والثالثة) فى أن من أحب قوماً حشر معهم وتقدم الكلام على ذلك فى باب الترغيب فى محبة الصالحين من كتاب المحبة والصحبه فى الجزء التاسع عشر ص ٥٢ (والرابعة) تتضمن عدم رفع الصوت بحضرة النبى صلى الله عليه وسلم وهو ما جاء فى هذا الباب (والخامسة) تتضمن صفة باب التوبة وغلقه حين تطلع الشمس من مغربها وسيأتى ذلك ان شاء الله تعالى فى باب طلوع الشمس من مغربها وغلق باب التوبة من كتاب الفتن وعلامات الساعة فى أبواب ظهور العلامات الكبرى لقيام الساعة وهو حديث صحيح ورجاله ثقات، وقد رواه الشيخان والأربعة وغيرهم من طرق متعددة عن كثير من الصحابة فى أبواب متفرقة والله الموفق (١) (سنده) حدّثنا حجين بن المثنى ثنا عبد العزيز يعنى ابن أبى سلمة الماجشون عن اسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن انس (يعنى ابن مالك الخ) (غريبه) (٢) قال القاضى عياض كانت محرما له من قبل الرضاع، ففيه جواز الخلوة مع المحارم اهو وإنما كان صلى الله عليه وسلم ينام على فراشها لعلمه برضاها وفرحها به (٣) أى سال وسقط (٤) أى جلد كان نائما عليها على الفراش (٥) بفتح المهملة بعدها فوقية فتحتية فمهملة (قال القاضى عياض) وهى حقة للمراة تعدها للطيب اه وقال النووى العتيدة كالصندوق الصغير الذى تترك فيه المرأة ما يعز عليها من متاعها ومثله فى النهاية (٦) جمع قارورة والقارورة اناء من زجاج (٧) (سنده) حدّثنا هاشم بن القاسم ثنا سليمان عن ثابت عن انس بن مالك قال دخل علينا النبى صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) (م) وغيره وفيه استحباب التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم لانه اقرّ ام سليم على ما صنعته وقال لها كما فى الطريق الأولى (اصبت) وفى الرواية الأخرى انه دعا لها بدعاء حسن ويستفاد منه ان البركة تحصل لمن تبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم وتقدم قول انس ما شممت ريحا قط مسكا ولا عنبراً اطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم فى باب ما جاء فى ضحكه صلى الله عليه وسلم وريحه فى هذا الجزء صفحة ١٥ رقم ٦٤٥ وكانت الرائحة الطيبه من صفاته صلى الله عليه وسلم وان لم يمس طيبا (وعن ام عاصم) امراة عتبة بن فرقد