-[ما جاء فى معيشة رسول الله صلى الله عليه وسلم وزهده فى الدنيا]-
فيه نارا ليس إلا التمر والماء إلا أن نؤتى باللحم (عن عروة بن الزبير) أنه سمع عائشة تقول كان يمر بنا هلال وهلال ما يوقد فى بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، قال قلت يا خللة فعلى أى شيء كنتم تعيشون؟ قالت على الأسودين التمر والماء (وعنه أيضا عن عائشة) رضى الله عنها أنها قالت والذى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق ما رأى منخلا ولا اكل خبزًا منخولا منذ بعثه الله عز وجل الى أن قبض، قلت كيف تأكلون الشعير؟ قالت كنا نقول أف (حدثنا بهز) ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد قال قالت عائشة ارسل الينا آل أبى بكر بقائمة شاة ليلا فأمسكت وقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قالت أمسك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطعت، قالت تقول للذى تحدثه هذا على غير مصباح (وفى رواية لو كان عندنا مصباح لائتد منا به) قال قالت عائشة إنه لأتى على آل محمد الشهر ما يختبزون خبزًا ولا يطبخون قدرا، قال حميد فذكرت لصفوان بن محرز فقال لا بل كل شهرين (وعنها أيضًا)
(غريبه) (١) أى لا نهيئ شيئاً نطبخه بها (٢) أى الذى نتناوله تلك المدة (٣) أى مطبوخا من جيراننا من الأنصار على سبيل الهدية (تخريجه) (ق. وغيرهما) (٤) (سنده) حدّثنا حسين ثنا محمد بن مطرّف عن أبى حازم عن عروة بن الزبير أنه سمع عائشة تقول الخ (غريبه) (٥) تعنى شهرين، وفى الحديث السابق شهر ولا منافاة، فتارة كان يحصل ذلك مدة شهر وأحيانا مدة شهرين (٦) هو على التغليب فالماء لا لون له، وكذا قالوا الأبيضان اللبن والماء، وانما أطلق على التمر أسود لأن غالب تمر المدينة أسود (تخريجه) (ق. وغيرهما) (٧) (سنده) حدّثنا حسن ثنا ذويد عن أبى سهل عن سليمان بن رومان مولى عروة عن عروة عن عائشة أنها قالت الخ (غريبه) (٨) بضم الميم والخاء ما ينخل به: وهو من النوادر الواردة بالضم، والقياس الكسر مع فتح الخاء لأنه اسم آلة أى ما استعمله وليس المراد نفى وجوده مطلقا ولا عدم علمه به (٩) الظاهر أن فيه احترازا عما قبل البعثة كما قال الحافظ لكونه صلى الله عليه وسلم كان يسافر فى تلك المدة التى هى قبل البعثة إلى الشام تاجرا لخديجة وكانت الشام إذ ذاك مع الروم والخبز النقى الأبيض الخالص عندهم كثير وكذا المناخل وغيرها من آلات الترفه، ولا ريب أنه رأى ذلك عندهم، وأما بعد البعثة فلم يكن إلا بمكة والطائف والمدينة وليس بها مناخيل ولا غيرها من آلات الترف، ووصل إلى تبوك وهى من أطراف الشام لكن لم يفتحها ولا طالت اقامته بها بل أقام بها بضع عشرة ليلة أو عشرين أفاده الحافظ (١٠) معناه كنا نطحنه بالرحا وننفخه فيطير قشره (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير فى تاريخه وقال تفرد به أحمد من هذا الوجه (قلت) وله شاهد عند البخارى والإمام أحمد بمعناه من حديث بن سعد وسيأتى فى آخر هذا الباب (١١) (حدّثنا بهز الخ) (غريبه) (١٢) أى رجل شاة كما صرح بذلك عند ابن جرير (١٣) معناه لو كان عندنا ما يستصبح به من الزيت لائتدمنا به (١٤) أى بل كل شهرين ربما يطبخون أو يختبزون والله أعلم (تخريجه) أورده الحافظ ابن كثير فى تاريخه وقال تفرد به أحمد (قلت) الحديث صحيح ورجاله من رجال الصحيحين، وروى نحوه ابن جرير (١٥) (سنده) حدّثنا اسحاق ثنا داود يعنى العطار عن منصور بن عبد الرحمن عن أمه