-[قوله صلى الله عليه وسلم ولقد اتت علىّ ثلاثون من بين يوم وليلة ومالى ولا لبلال طعام يأكله ذو كبد الخ]-
عز وجل وما يخاف أحد ولقد أوذيت فى الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت علىّ ثلاثون من بين يوم وليلة ومالى ولا لبلال طعام يأكله ذو كبد الا شئ يواريه إبط بلال (وعن أنس أيضا) قال لقد دعى نبى الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم على خبز شعير وإهالة سنخة، قال ولقد سمعته ذات يومٍ المرار وهو يقول والذى نفس محمد بيده ما أصبح عند آل محمد صاع حب ولا صاع تمر، وإن له يومئذ تسع نسوة، ولقد رهن درعا له عند يهودىِّ بالمدينة أخذ منه طعاما فما وجد لها ما يفكها به (عن قتادة) قال كنا نأتى أنسا وخبازه قائم قال فقال لنا ذات يوم كلوا فما أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رغيفا مرفقا بعينه ولا أكل شاة سميطا قط (زاد فى رواية) حتى لحق بربه (وعن أنس أيضا)(١١) أن
قال أنا ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد اخفت فى الله الخ (غريبه) (١) أى أخافنى المشركون بالتهديد والإيذاء الشديد فى أمر الله أو لله (٢) أى ما يخالف أحد غيرى من الناس لأنهم فى حال الأمن وكنت وحيداً فى ابتداء الدين ولم يكن أحد يوافقنى فى تحمل أذية الكفار (٣) أى بقولهم ساحر شاعر مجنون وغير ذلك (وما يؤذى أحد) أى غيرى بشيء من ذلك بل كنت المخصوص بالإيذاء لنهيى إياهم عن عبادة الأوثان وأمرى لهم بعبادة الرحمن (٤) هو بيان للتوالى أى ثلاثون متواليات غير متفرقات لا ينقص منها شيء (٥) أى حيوان عاقل أو دابة (٦) أى شيء قليل جدا، ولذا كان يستره إبط بلال الإبط بكسر الهمزة هو ما تحت الجناح يذكر ويؤنث، يعنى كان ذلك الوقت رفيقى ولم يكن لنا طعام الا بقدر ما يأخذه بلال تحت إبطه، ولم يكن لنا ظرف نضع الطعام فيه، كناية عن كمال القلة (قال الترمذي) كان ذلك لما خرج من مكة هاربا: واعترض بأن بلالا رضى الله عنه لم يكن معه حين الهجرة ورُد بأنه لم يردها بل خروجه قبلها إلى الطائف وغيره والله أعلم (تخريجه) (مذجه) وصححه الترمذى وابن حبان (٧) (سنده) حدّثنا ثنا شيبان عن قتادة عن أنس بن مالك قال لقد دعى الخ (غريبه) (٨) الإهالة بكسر الهمزة كل شيء من الأدهان مما يؤتدم به إهالة، وهو ما أذيب من الألية والشحم، وقيل الدسم الجامد: والسنخة بفتح المهملة وكسر النون بعدها خاء معجمة مفتوحة، المتغيرة المريح ويقال بالزاى بدل السين (٩) أى مرارا جمع مرة أى سمعته غير مرة (تخريجه) (خ. وغيره) (١٠) (سنده) حدّثنا أبو عبيدة عن همام عن قتادة الخ (غريبه) (١١) كان ذلك بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم واقبال الدنيا عليهم ولم يعرف الحافظ اسم هذا الخباز، وفى الطبرانى من طريق راشد بن أبى راشد قال كان لأنس غلام يخبز له الحوَّارى ويعجنه بالسمن (قلت) الحوارى بضم المهملة وتشديد الواو ووفتح الراء الذى نخل مرة بعد مرة (١٢) المرقق الملين المحسن كخبز الحوارى وشبهه والترقيق والتليين، والمعنى لم يخبز مللبنا أى متخذا من دقيق ناعم بحيث إذا عجن يلين عجينه بل كان أكله من نحو الشعير الذى يغلب على عجينه اليبس، ولم يكن عندهم مناخل وذلك سبب لعدم لين خبزهم (١٣) هى التى أزيل شعرها بعد الذبح بالماء المسخن، وإنما يصنع ذلك فى الصغيرة الطرية ثم تشوى بجلدها، وهو من فعل المترفين (فان قيل) هذا يعارضه ما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أكل السكراع وهو لا يأكل إلا مسموطا (ولا معارضة) إذ نفى رؤية الشاة بتمامها سميطالا ينفى رؤية الأكارع كما هو بيِّن (تخريجه) (خ) وغيره (١٤) (سنده) حدّثنا