-[قصة ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب فى إهدائها الرقبة للنبى صلى الله عليه وسلم]-
صلى الله عليه وسلم بالرقبة فرجع الرسول فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ارجع اليها فقل لها ارسلى بها فانها هادية وأقرب الشاة إلى الخير وأبعدها عن الأذى (عن جابر بن عبد الله) قال صنعنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فخارة فأتيته بها فوضعتها بين يديه فاطلع فيها فقال حسبته لحما فذكرت ذلك لأهلنا فذبحوا له شاة (باب ما جاء فى أدبه صلى الله عليه وسلم فى الأكل)(عن شعيب بن عبد الله ابن عمرو عن أبيه) قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط ولا يطأ عقبه رجلان (٦)
يريد يا أهل البيت أو قصد تعظيمها وإلا فالقياس من شانك (١) إنما استحت أن ترسل بالرقبة الى النبى صلى الله عليه وسلم لحقارتها عند العرب لكثرة عظمها، قال الشاعر العربى (أم الحليس عجوز شهر به * ترضى من اللحم بعظم الرقبة) (٢) أى البول والرجيع، ولذا قيل إنها أفضل الشاة، والأصح أن الأفضل الذراع (قال فى المواهب) ولا ريب أن أخف لحم الشاة لحم الرقبة ولحم الذراع والعضد وهو أخف على المعدة وأسرع انهضاما، وفى هذا دليل على أنه ينبغى مراعاة الأغذية التى تجمع ثلاث خواص (أحدها) كثرة نفعها وتأثيرها فى القوى (ثانيها) خفتها على المعدة وسرعة انحدارها عنها (ثالثها) سرعة هضمها وهذا أفضل ما يكون من الغذاء (تخريجه) (ش هق) وفى إسناده أسامة بن زيد بن اسلم العدوى قال فى الخلاصة ضعفه احمد وابن معين من قبل حفظه، قال ابن سعد توفى فى خلافة المنصورة (٣) (عن جابر بن عبد الله الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما كان يحبه النبى صلى الله عليه وسلم ويمدحه من كتاب الأطعمة فى الجزء السابع عشر ص ٨٥ بعد رقم ٦٨ (باب) (٤) (سنده) حدّثنا يزيد أخبرنا حماد ن سلة عن ثابت البنانى عن شعيب بن عبد الله بن عمرو عن ابيه يعنى (عبد الله بن عمر بن العاص) (غريبه) (٥) قال الامام الخطابى فى شرح حديث لا آكل متكئاً عند أبى داود قال يحسب أكثر العامة أن المتكئ هو المائل على أحد شقيه لا يعرفون غيره، وكان بعضهم يتأول هذا الكلام على مذهب الطب ودفع الضرر عن البدن، اذ كان معلوما ان الآكل مائلا على أحد شقيه لا يكاد يسلم من ضغط يناله فى مجارى طعامه فلا يسبغه ولا يسهل نزوله فى معدته، قال وليس معنى الحديث ما ذهبوا إليه، وإنما المتكئ ها هنا هو المعتمد على الوطاء الذى تحته، وكل من استوى قعدا على وطاء فهو متكئ، والاتكاء مأخوذ من الوكاء ووزنه الافتعال منه؛ فالمتكئ هو الذى أوكه مقعدته وشدها بالقعود عن الوطاء الذى تحته. والمعنى أنى إذا أكلت لم أقعد متكئا على الأوطية والوسائد فعل من يريد أن يستكثر من الأطعمة ويتوسع فى الألوان، ولكن آكل علقة وآخذ من الطعام بلغة فيكون قعودى مستوفزا له، وروى أنه صلى الله عليه وسلم كان يأكل مقعياً يقول أنا عبد آكل كما يأكل العبد (قال الحافظ) المستحب فى صفة الجلوس للأكل أن يكون جاثيا على ركبتيه وظهور قدميه أو ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى (٦) قال ملاّ على القارى فى المرقاة أى لا يمشى قدام القوم بل يمشى وسط الجمع أو فى آخره تواضعا كذا ذكره المظهر وغيره، وقال الطيبى التثنية فى رجلان لا تساعد هذا التأويل ولعله كناية عن تواضعه وأنه لم يكن يمشى مشى الجبابرة مع الاتباع والخدم، ويؤيده اقترانه بقوله ما روى رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا فإنه كان من دأب المترفين، ودعا عمر على رجل فقال اللهم اجعله موطأ القدم، أى كثير الأتباع، دعا عليه أن يكون سلطانا أو مقدما أو ذا مال فيتبعه الناس