-[ما جاء في أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عاب طعاما قط ولا خبز له مرقق]-
قال عفان عقبيه (عن أبى هريرة) ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قط كان إذا اشتهاه أكله وإذا لم يشتهه تركه (عن يونس عن قتادة) عن أنس بن مالك قال ما أكل نبى الله صلى الله عليه وسلم على خوان ولا فى سكرجة ولا خبز له مرقق فقال قلت لقتادة فعلام كانوا يأكلون؟ قال على السفر (عن عائشة رضى الله عنها) قالت كان يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعامه وصلاته، وكانت شماله لما سوى ذلك
ويمشون وراءه اه ولا يخفى أن ما ذكره لا ينافى كلام غيره، وفائدة التثنية أنه قد يكون واحد من الخدم وراءه كأنس وغيره لمكان الحاجة به وهو لا ينافى التواضع من أصله والله أعلم (١) يعنى قال فى رواية أخرى عقبيه بالتثنية بدل عقبه بالافراد والله أعلم (تخريجه) (د جه) وسنده صحيح ورجاله ثقات (٢) (سنده) حدّثنا يحيى وعبد الرحمن المعنى عن سفيان قال يحيى حدّثنى سليمان عن أبى حازم عن أبى هريرة الخ (غريبه) (٣) أى سواء كان من صنعة الآدمى أو لا، فلا يقول مالح غير ناضج ونحو ذلك (٤) أى كالضب واعتذر بكونه لم يكن بأرض قومه، وهذا كما قال ابن بطال من أحسن الأدب لأن المرء قد لا يشتهى الشيء ويشتهيه غيره، وكل مأذون فيه من جهة الشرع لا عيب فيه (تخريجه) (خ جه. وغيرهما) (٥) (سنده) حدّثنا معاذ بن هشام الدستوائى قال حدّثنى أبى عن يونس عن قتادة الخ (غريبه) (٦) بكر الخاء المعجمة ويضم أى مائدة (قال التوربشتى) الخوان الذى يؤكل عليه معرب والأكل عليه لم يزل من دأب المترفين وصنيع الجبارين لئلا يفتقروا إلى التطاطئ عند الأكل، كذا فى المرقاة، وللعلماء فيه أقوال ذكرها العينى ثم قال ليس فيما ذكر كله بيان هيئة الخوان، وهو طبق كبير من نحاس تحته كرسى من نحاس ملزوق به طوله قدر ذراع يرص فيه الزباد ويوضع بين يدى كبير من المترفين ولا يحمله إلا اثنان فما فوقهم اه (٧) بضم السين والكاف والراء المشددة اناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأدم وهى فارسية وأكثر ما يوضع فيه الكوامخ ونحوها (نه) قيل والعجم كانت تستعملها فى الكوامخ وما أشبهها يعنى المخللات وما أشبهها على الموائد حول الأطعمة للتشهى والهضم، فأخبر أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يأكل على هذه الصفة قط (قال العراقي) فى شرح الترمذى تركه الأكل فى السكرجة إما لكونها لم تكن تصنع عندهم إذ ذاك أو استصغارا لها لأن عادتهم الاجتماع على الأكل أو لأنها كانت تعد لوضع الأشياء التى تعين على الهضم ولم يكونوا لهم حاجة بالهضم اه (٨) بضم الخاء وكسر الموحدة مبنى للمجهول أى ولا خبز لأجله مرقق أى ملين محسن وتقدم الكلام عليه (٩) القائل هو يونس الراوى عن قتادة (فعلام) بميم مفردة أى فعلى أى شيء (فائد) ة إعلم أن حرف الجر إذا دخل على ما الاستفهامية حذف الألف لكثرة الاستعمال، لكن قد ترد فى الاستعمالات القليلة على الاصل نحو قول حسان (على ما قال يشتمنى لئيم) ثم اعلم أنه إذا اتصل الجار بما الاستفهامية المحذوفة الالف نحو حتام وعلام كتب معها بالالف لشدة الاتصال بالحروف (١٠) بضم ففتح جمع سفرة، اشتهرت لما بوضع عليه الطعام جلدا كان أو غيره ما عدا المائدة لما مر من أنها شعار المتكبرين غالبا (تخريجه) (خ مذ نس جه) (١١) (سنده) حدّثنا محمد بن فضيل قال ثنا الاعمش عن رجل عن مسروق عن عائشة الى آخره (تخريجه) الحديث فى اسناده رجل لم يسم وبقية رجاله رجال الصحيح وتقدم من وجه آخر