-[ما جاء في أن فراشه صلى الله عليه وسلم الذى كان ينام عليه من أدم محشو ليفا]-
اليمنى تحت خده وقال رب قنى عذابك يوم تبعث عبادك ثلاثا (عن عائشة رضى الله عنها) قالت كان ضجاع النبى صلى الله عليه وسلم الذى ينام عليه بالليل من أدم محشوًّا ليفا (عن ابن عباس) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه عمر (رضى الله عنه) وهو على حصير قد أثر فى جنبه فقال يا نبى الله لو اتخذت فراشا أوثر من هذا: فقال مالى وللدنيا، ما مثلى ومثل الدنيا الا كراكب سار فى يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها (عن أنس بن مالك) قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على سرير مرمَّل بشريط وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، فدخل عليه نفر من أصحابه ودخل عمر فانحرف رسول الله انحرافة فلم ير عمر بين جنبه وبين الشريط ثوبا وقد أثر الشريط بجنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى عمر، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا عمر؟ قال والله، إلا أن أكون أعلم أنك اكرم على الله عز وجل من كسرى وقيصر وهما يعبثان فى الدنيا فيما يعبثان فيه وأنت يا رسول الله بالمكان الذى أرى، فقال النبى صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟ قال بلى، قال فإنه كذلك (باب ما جاء فى لباسه صلى الله عليه وسلم وزينته)(عن قتادة) قال قلت لأنس بن مالك أى اللباس كان أعجب؟ قال عفان أو أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟ قال الحبرة
هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب هيئة الاضطجاع للنوم من كتاب الأذكار فى الجزء الرابع عشر ص ١٤٤ رقم ١٧٧ (وعن حذيفة بن اليمان) مثله وتقدم فى الباب المشار إليه ص ١١٦ (١) (سنده) حدّثنا أبو معاوية ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة الخ (غريبه) (٢) أى فراشه (٣) بفتحتين أى جلد مدبوغ (محشوا ليفا) أى من ليف النخل (تخريجه) (ق مذ) (٤) (سنده) حدّثنا عبد الصمد وأبو سعيد وعفان قالوا حدّثنا هلال عن عكرمة عن ابن عباس الخ (تخريجه) (طل) وأورده الحافظ ابن كثير فى تاريخه وقال تفرد به أحمد اه وكذلك أورده الهيثمى وقال رجال أحمد رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة (٥) (سنده) حدّثنا أبو النضر ثنا المبارك عن الحسن عن أنس بن مالك الخ (غريبه) (٦) أى نسج بحصير من سعف النخل أى ورقه (قال الفارسي) سعف النخل أوراقه العريضة تنسج منه الأوعية والظروف اه (قال فى النهاية) والمراد أنه كان السرير قد نسج وجهه بالسعف ولم يكن على السرير وطاء (أى فرش) سوى الحصير (٧) أى والله ما يبكينى الا أن أكون أعلم الخ (٨) العبث اللعب: والمعنى أن الدنيا أقبلت عليهما حتى صارا يلعبان بأموالها ومتاعها لعبا. وجاء فى تاريخ بن كثير نقلا عن المسند بلفظ يعيشان بكسر العين بعدها ياء تحتية بدل الموحدة ثم شين معجمة بدل المثلثة، والمراد أنهما يعيشان فى رغد من العيش ويتمتعان بمتاع الدنيا وزينتها وزخرفها وأنت لم تجد فرشا يقى جسمك من تأثير الحصير، (تخريجه) الحديث سنده صحيح: ورواه (ق حه ك) (باب) (٩) (سنده) حدّثنا بهز وعفان فالا ثنا همام ثنا قتادة قال قلت لأنس الخ (غريبه) (١٠) الحبرة بوزن عنبة هو برد يمان موشى مخطط والجمع حبر وحبرات وهى ضرب من برود اليمن تصنع من قطن وكانت أشرف الثياب عندهم، وسميت حبرة لانها تحبر أى تحسن، والتحبير التحسين