-[ما جاء في عبادته صلى الله عليه وسلم وقول عائشة كان عمله ديمة وايكم بطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيق]-
(عن أنس بن مالك) قال سدل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصيته ما شاء أن يسدلها ثم فرق بعد (باب ما جاء فى عباداته صلى الله عليه وسلم)(عن علقمة) قال سألت عائشة رضى الله عنها اكان رسول الله يخص شيئا من الأيام (يعنى بالعبادة) قالت كان عمله ديمة وايكم يطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيق (باب ما جاء فى قيامه صلى الله عليه وسلم بالليل ووتره وغير ذلك)(عن زرارة بن أوفى) عن سعد بن هشام أنه أتى ابن عباس رضى الله عنهما فسأله عن الوتر فقال ألا أنبئك بأعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم، قال ائت عائشة فاسألها ثم
(١) (عن أنس بن مالك) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب جواز اتخاذ الشعر واكرامه من كتاب اللباس والزينة فى الجزء السابع عشر ص ٣٢٣ رقم ٤٧ (باب) (٢) (سنده) حدّثنا يحيى عن سفيان قال حدّثنى منصور عن إبراهيم عن علقمة الخ (غريبه) (٣) معناه أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا عمل عملا من الأعمال التى يتقرب بها إلى الله دوام عليه، وقد ورد فى فضل المداومة على الأعمال الصالحة أحاديث كثيرة. تقدم بعضها فى باب الاقتصاد فى الأعمال (منها) قوله صلى الله عليه وسلم اكلفوا من العمل ما تطيقون فان خير العمل أدومه وان قل (ومنها) أن الأسود قال لعائشة رضى الله عنها حدثينى بأحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان أحب العمل اليه الذى يدوم عليه الرجل وان كان تيسيراً (٤) معناه انكم لا تطيقون العمل مثله لأن الزام النفس بشيء دائما مع المحافظة عليه يشق عليها جدا فيندر من يفى بذلك غير الأنبياء (تخريجه) (ق د هق. وغيرهم) وتقدم مثله فى باب صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فى الجزء الرابع ص ٢٦٢ رقم ١٠٣٢ (تنبيه) كل ما يتعلق بعباداته صلى الله عليه وسلم من وضوء وغسل وتيمم ومسح على الخفين ونحو ذلك من أنواع الطهارة، وكذلك من صلاة سواء كان فرضاً أو نفلا وقيام ووتر وصيام وحج: كل ذلك تقدم فى قسم العبادات هذا مستوفى وقد ذكرت هنا شيئاً يسيراً من ذلك لم يذكر هناك والله الموفق (فائده) أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بعبادته فى مواضع من كتابه العزيز فقال (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) واليقين الموت وقال تعالى {فابعده واصطبر لعبادته} وقال تعالى {ولله غيب السموات والأرض وإليه يرجع الامر كله فابعده وتوكل عليه} وقد اختلف العلماء هل كان عليه الصلاة وأزكى السلام قبل بعثته متعبداً بشرع من قبله أم لا؟ فقال جماعة لم يكن متعبدا بشى وهو قول الجمهور، وأما قوله تعالى {ثم أوحينا اليك أن اتبع ملة ابراهيم حنيفا} فانما المراد إتباعه فى التوحيد، (وقال شيخ الاسلام البلقيني) فى شرح البخارى لم تجئ فى الاحاديث التى وقفنا عليها كيفية تعبده صلى الله عليه وسلم، لكن روى ابن اسحاق وغيره انه عليه الصلاة والسلام كان يخرج إلى حراء فى كل عام شهراً من السنة يتنسك فيه حتى اذا انصرف من مجاورته لم يدخل بيته حتى يطوف بالكعبة، وحمل بعضهم التعبد على التفكر والله أعلم (باب) (٥) (سنده) حدّثنا يحيى ثنا سعيد بن أبى عروبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام أنه طلق امرأته ثم ارتحل إلى المدينة ليبيع عقارا له بها ويجعله فى السلاح، والكراع ثم يجاهد الروم حتى يموت، فلقى رهطا من قومه فحدثوه أن رهطا من قومه ستة أرادوا ذلك على عهد رسول اله صلى الله عليه وسلم فقال أليس لكم فىّ أسوة حسنة؟ فنهاهم عن ذلك، فأشهدهم على