-[حديث سعد بن هشام الجامع لعبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم]-
ارجع إلي فأخبرنى بردها عليك قال فأتيت على حكيم بن أفلح فاستلحقته اليها، فقال ما أنا بقاربها إنى نهيتها أن تقول فى هاتين الشيعتين شيئًا فأبت فيهما ألا مضيّا، فأقسمت عليه فجاء معى فدخلنا عليها، فقالت حكيم؟ وعرفته قال نعم أو بلى، قالت من هذا معك؟ قال سعد بن هشام قالت من هشام؟ قال ابن عمر، قال فترحمت عليه وقالت نعم المرء كان عامر (قلت يا أم المؤمنين) أنبئينى عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألست تقرأ القرآن؟ قلت بلى، قالت فان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن فهممت أن أقوم فبدالى قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم (قلت يا أم المؤمنين) أنبئينى عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألست تقرأ هذه السورة (يا أيها المزمل) قلت بلى، قالت فان الله عز وجل افترض قيام الليل فى أول هذه السورة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله عز وجل خاتمتها فى السماء اثنى عشر شهرا، ثم أنزل الله عز وجل التخفيف فى آخر هذه السورة، فصار قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم الليل تطوعًا من بعد فريضته فهممت أن أقوم ثم بدا لى وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم (قلت يا أم المؤمنين) أنبئينى عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله عز وجل لما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ثم يتوضأ ثم يصلى ثمان ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة فيجلس ويذكر ربه عز وجل ويدعو ويستغفر، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلى التاسعة فيقعد فيحمد ربه ويذكره ويدعو ثم يسلم تسليما يسمعنا، ثم يصلى ركعتين وهو جالس بعدما يسلم فتلك احدى عشر ركعة يا بني، فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم أوتر بسبع ثم صلى ركعتين وهو جالس بعدما يسلم، فتلك تسع يا بنى وكان نبى الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها، وكان إذا شغل عن قيام الليل بنوم أو وجع أو مرض صلى من النهار اثنى عشرة ركعة ولا أعلم نبى الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة
رجعتها ثم رجع إلينا فأخبرنا أنه أتى ابن عباس فسأله عن الوتر الخ (غريبه) (١) فيه أنه يستحب للعالم إذا سئل عن شئ ويعرف أن غيره أعلم منه به أن يرشد السائل اليه، فان الدين النصيحة ويتضمن مع ذلك الانصاف والاعتراف بالفضل لاهله والتواضع (٢) الشيعتان الفرقتان، والمراد تلك الحروب التى جرت بين معاوية وعلى فى وقعة الجمل (٣) معناه العمل به والوقوف عند حدوده والتأدب بآدابه والاعتبار بأمثاله وقصصه وتدبره وحسن تلاوته (٤) أى قيامه فى صلاة الليل (٥) هذا ظاهره أنه صار تطوعا فى حق رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمة. فأما الأمة فهو تطوع فى حقهم بالاجماع؛ وأما النبى صلى الله عليه وسلم فاختلفوا فى نسخه فى حقه (قال النووي) والأصح عندنا نسخه (٦) (قال النووي) وقد أخذ بظاهر هذا الحديث الاوزاعى وأحمد فيما حكاه القاضى عنهما فأباحا ركعتين بعد الوتر جالسا، وقد أحمد لا أفعله ولا أمنع من فعله، قال وأنكره مالك (قلت) الصواب ان هاتين الركعتين فعلهما صلى الله عليه وسلم بعد الوتر جالسا لبيان جواز الصلاة بعد الوتر وبيان جواز النفل جالسا ولم يواظب على ذلك، بل فعله مرة أو مرتين أو مرات قليلة، قال وانما تأولنا حديث الركعتين جالسا لأن الروايات المشهورة فى الصحيحين وغيرهما عن عائشة مع روايات خلائق من الصحابة فى الصحيحين مصرحة بأن آخر صلاته صلى الله عليه وسلم فى الليل كان وترا اه (٧) فيه دلالة على استحباب المحافظة على الأوراد