-[(تابع للشرح) قصة هجرة زينب بنت النبى صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وما جرى لها بسبب ذلك]-
.....
سبق إليها هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي، ونافع بن عبد القيس الزهرى فرّوعها هبار وهى فى هودجها وكانت حاملا فيما يزعمون، فلما وقعت القت ما فى بطنها فبرك حموها ونثر كنانته وقال والله لا يدنو منى رجل إلا وضعت فيه سهما، فتكركر الناس وجاء أبو سفيان فى جلية من قريش فقال أيها الرجل كف عنا نبلك حتى نكلمك فكف، وأقبل أبو سفيان فأقبل عليه فقال انك لم تصب، خرجت بامرأة على رءوس الناس نهاراً وقد علمت مصيبتنا ونكبتنا وما دخل علينا من محمد فيظن الناس إذا خرجت إليه ابنته علانية من بين ظهرانينا أن ذلك من ذلك اصابنا عن مصيبتنا التى كانت، وأن ذلك منا ضعف ووهن، وإنه لعمرى مالنا فى حبسها عن أبيها حاجة، ولكن أرجع المرأة حتى إذا هدأ الصوت وتحدث الناس أنا قد رددناها فسلتها سرا وألحقها بأبها، قال ففعل، وأقامت ليالى حتى إذا هدأ الناس خرج بها ليلا فأسلمها إلى زيد بن حارثة وصاحبه فقدما بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام أبو العاص بمكة، وكانت زينب عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فرّق الاسلام بينهما حتى إذا كان قبيل الفتح خرج أبو العاص تاجرا إلى الشام، وكان رجلا مأمونا بأموال له وأموال قريش أبضعوها معه، فلما فرغ من تجارته أقبل قافلا فلحقته سرية رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصابوا ما معه وأعجزهم هاربا، فلما قدمت السرية بما أصابوا من ماله أقبل أبو العاص بن الربيع تحت الليل حتى دخل على زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم واستجارها فأجارته وجاء فى طلب ماله، فلما خرج رسول الله إلى صلاة الصبح كما حدّثنى يزيد بن رومان فكبر وكبر الناس خرجت زينب من صفة النساء وقالت ايها الناس انى قد اجرت ابا العاص بن الربيع، فلما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة اقبل على الناس فقال ايها الناس استمعتم؟ قالوا نعم، قال اما والذى نفسى بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعته، انه ليجير على المسلمين ادناهم، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل على ابنته فقال يا بنية اكرمى مثواه ولا يخلص اليك فانك لا تحلين له (قال ابن اسحاق) وحدّثنى عبد الله بن أبى بكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى السرية الذين أصابوا مال ابى العاص بن الربيع أن هذا الرجل منّا قد علمتم اصبتم له مالا فان تحسنوا وتردوا عليه الذى له فانا نحب ذلك وان ابيتم فهو فيء الله الذى أفاء عليكم فأنتم احق به، قالوا يا رسول الله نرده، فردوا عليه ماله حتى ان الرجل يأتى بالحبل ويأتى الرجل بالشنة والإدارة حتى ان احدهم ليأتى بالشظاظ حتى إذا ردوا عليه ماله بأسره لا يفقد منه شيئاً احتمل إلى مكة فرد إلى كل ذى مال من قريش ماله ممن كان أبضع معه، ثم قال يا معشر قريش هل بقى لأحد منكم عندى مال يأخذه؟ قالوا لا وجزاك الله خيرا فقد وجدناك عفيفا كريما، قال فانى أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، ما منعنى عن الاسلام عنده إلا تخوف أن تظنوا انى انما أردت أن آكل أموالكم فأما إذ أدّاها الله اليكم وفرغت منها أسلمت، وخرج حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم (وعن عروة بن الزبير) أن رجلا أقبل بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحقه رجلان من قريش فقاتلاه حتى غلباه عليها فدفعاها فوقعت على صخرة فأسقطت وهريقت دما، فذهبوا بها إلى أبى سفيان فجاءته نساء بنى هاشم فدفعها اليهن ثم جاءت بعد ذلك مهاجرة فلم تزل وجعة حتى ماتت من ذلك الوجع، فكانوا يرون أنها شهيدة، أورده الهيثمى وقال راه الطبرانى وهو مرسل ورجاله رجال الصحيح اه (وروى عبد الرزاق) عن ابن جريج قال قال غير واحد كانت زينب أكبر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت فاطمة أصغرهن وأحبهن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوج زينب أبو العاص بن الربيع فولدت منه عليا وأمامة وهى التى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحملها فى الصلاة فاذا سجد وضعها وإذا قام حملها، ولعل ذلك ان بعد موت أمها سنة ثمان من الهجرة على ما ذكره الواقدي