-[ما جاء فى إبراهيم بن النبى صلى الله عليه وسلم ومدة عمره ووفاته وحزن النبى صلى الله عليه وسلم]-
فقلت يا أبا سيف جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأمسك قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بالصبى فضمه إليه، قال أنس فلقد رأيته بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يكيد بنفسه قال فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضى ربنا عز وجل، والله انا بك يا ابراهيم لمحزونون (عن أنس بن مالك) قال لما توفى ابراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ابراهيم ابنى وإنه مات فى الثدى قال فان له ظائرين يكملان رضاعه فى الجنة (عن البراء بن عازب) قال مات ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ستة عشر شهرا، فامر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدفن فى البقيع، وقال انه له مرضعا يرضعه فى الجنة (عن عائشة) رضى الله عنها قالت لقد توفى ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمانية عشر شهرا فلم يصل عليه (عن السدى) قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه
ثم يرجع (١) اى أطفاء النار ليذهب الدخان (٢) هذه الجملة وما بعدها إلى آخر الحديث تقدم شرحها وكلام العلماء فى البكاء الجائز على الميت فى باب الرخصة فى البكاء على الميت من غير نوح من كتاب الجنائز فى الجزء السابع ص ١٣١ رقم ٩٥ (تخريجه) ق هق. والأربعة وغيرهم) (٣) (سنده) حدّثنا سفيان ثنا اسماعيل أنا أيوب عن عمرو بن سعيد عن أنس بن مالك قال ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ابراهيم مسترضعا فى عوالى المدينة وكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وإنه ليدخن وكان ظئره قينا (أى وكان زوج مرضعته حدادا) فيأخذه فيقبله ثم يرجع، قال عمرو لما توفى ابراهيم الخ (غريبه) (٤) هذه الجملة انشائية أى إن ابراهيم ابنى حقا، وانما قال صلى الله عليه وسلم ذلك لأن بعض المنافقين تكلم فى مارية كما تكلموا فى عائشة، فنفى النبى صلى الله عليه وسلم ما تكلموا به بقوله إن ابراهيم ابنى، فقد روى الحافظ أبو بكر البزار بسنده عن الزهرى عن أنس قال لما ولد للنبى صلى الله عليه وسلم ابنه ابراهيم وقع فى نفسه منه شيء (أى شك بسبب قول المنافقين) فأتاه جبريل فقال السلام عليك يا أبا إبراهيم، زاد فى رواية أخرى، إن الله قد وهب لك غلاما من أم ولدك مارية وأمرك أن تسميه ابراهيم فبارك الله لك فيه وجعله قرة عين لك فى الدنيا والآخرة (٥) أى فى سن رضاع الثدى وهو ابن ستة عشر شهرا (٦)) بكسر الظاء مهموزا أى مرضعتين من الحور أو غيرهن (٧) أى بتمام سنتين لكونه مات قبل تمام الرضاعة وجعل القائم بخدمة الرضاع متعددا ايماءً لكمال العناية بكماله، فان الولد المعتنى به له ظئر ليلا وظئر نهارا (تخريجه) (م. وغيره) (٨) (سنده) حدّثنا ابن نمير انبأنا الأعمش عن مسلم بن صبيح قال الأعمش اراه عن البراء بن عازب قال مات ابراهيم الخ (تخريجه) (خ) فى جملة مواضع من صحيحه (٩) (عن عائشة الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى الصلاة على الصغير من كتاب الجنائز فى الجزء السابع ص ٢٠٩ رقم ١٦٣ وتقدم كلام العلماء فى ذلك ومذاهب الأئمة فى أحكام الباب بما يثلج الصدر فارجع اليه فانه بحث نفيس والله الموفق (١٠) (عن السدى) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه كسابقه فى الباب المشار إليه ص ٢٠٨ رقم ١٦٢ وهو موقوف على أنس ولكن له حكم الرفع لأن مثله لا يقال بالرأي، ولا بدان يكون أنس سمعه من النبى صلى الله عليه وسلم، وقد طعن فيه بعضهم