-[تاريخ ميلاد إبراهيم بن النبى ص ووفاته ومكان قبره وتتمة فى جملة أولاد النبى ص]-
يقول لو عاش ابراهيم بن النبى صلى الله عليه وسلم لكان صديقا نبيا (حدثنا وكيع) ثنا ابن أبى خالد قال سمعت ابن أبى أوفى يقول لو كان بعد النبى صلى الله عليه وسلم نبى ما مات ابنه إبراهيم
وتقدم هناك ما يزيل الطعن ويؤيد صحته فارجع إليه (١) (حدثنا وكيع الخ) (غريبه) (٢) ابن أبى خالد اسمه اسماعيل (٣) هذا تعليق بالمحال وهو يستلزم المحال، ولا ينافى ذلك ان النبى صلى الله عليه وسلم ختم به النبوة ومثل هذا التعليق كثير فى كتاب الله عز وجل قال تعالى {لئن اشركت ليحبطنّ عملك} وقال تعالى {ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذى جاءك من العلم مالك من الله من ولى ولا نصير} هذا قليل من كثير فى كتاب الله تعالى، والغرض أن الشرطية الحالية لا تستلزم الوقوع (تخريجه) هذا الحديث موقوف على ابن أبى أوفى، والظاهر أنه سمعه من النبى صلى الله عليه وسلم لأن مثله لا يقال بالرأى ولاسيما وقد توارد عليه جماعة من الصحابة، ورواه البخارى وابن ماجه (قال النووي) فى تهذيب الأسماء ابراهيم بن أبى القاسم محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه مارية القبطية ولدته فى ذى الحجة سنة ثمان من الهجرة وتوفى سنة عشر، وثبت فى البخارى أيضا من حديث البراء بن عازب أنه لما توفى ابراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له مرضعا فى الجنة وسرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بولادته كثيرا وكانت قابلته سلمى مولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة أبى رافع فيشر أبو رافع به النبى صلى الله عليه وسلم فوهبه عبدا وحلق شعره يوم سابعه، قال الزبير بن بكار وتصدق بزنة شعره فضة ودفنه وسماه، ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين بالمدينة لترضعه، قال الزبير تنافست الأنصار فيمن يرضعه، وأحبوا أن يفرغوا مارية للنبى صلى الله عليه وسلم ثم ذكر حديث موته المذكور فى هذا الباب وبكاء النبى صلى الله عليه وسلم عليه وقوله صلى الله عليه وسلم إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وانا بفراقك يا ابراهيم لمحزونون، قال ودفن فى البقيع وقبره مشهور عليه قبة، وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبر أربع تكبيرات، هذا قول جمهور العلماء وهو صحيح (وروى ابن اسحاق) باسناده عن عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يصل عليه، (قال ابن عبد البر) هذا غلط فقد أجمع جماهير العلماء على الصلاة على الاطفال إذا استهلوا وهو عمل مستفيض فى السلف والخلف، وقيل إن الفضل بن عباس غسل ابراهيم ونزل فى قبره هو وأسامة بن زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على شفير القبر ورش على قبره ماءً، وهو أول قبر رش عليه الماء اه (تتمسة) لم يأت فى مسند الامام أحمد شيء عن القاسم وعبد الله ابنى النبى صلى الله عليه وسلم وقد جاء ذكرهما فيما رواه الطبرانى عن الزبير بن بكار قال ولد للنبى صلى الله عليه وسلم القاسم وهو أكبر ولده ثم زينب ثم عبد الله، وكان يقال له الطيب ويقال له الطاهر، ولد بعد النبوة ومات صغيراً، ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية هكذا الأول فالأول، مات القاسم بمكة ثم عبد الله، أورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى ورجاله ثقات اه (قلت) فهولاء ستة كلهم من خديجة رضى الله عنها، ثم ولد له صلى الله عليه وسلم ابراهيم من مارية القبطية فجملة أولاده صلى الله عليه وسلم سبعة، ثلاثة ذكور وأربع إناث، هذا هو الصحيح المشهور، وقد اختلف فى عددهم وأصغرهم وأكبرهم اختلافا كثيرا أشار إلى ذلك الحافظ بن القيم فى زاد المعاد فقال (فصل) فى أولاده صلى الله عليه وسلم أولهم القاسم وبه كان يكنى مات طفلا، وقيل عاش إلى أن ركب الدابة وسار على النجيبة، ثم زينب وقيل هى أسن من القاسم، ثم رقية وأم كلثوم وفاطمة، وقد قيل فى كل واحدة منهم انها أسن من أختيها، وقد ذكر عن ابن عباس أن رقية أسن الثلاث، وأم كلثوم أصغرهن، ثم ولد له عبد الله، وهل ولد بعد النبوة