-[حث النبي صلى الله عليه وسلم على التمسك بكتاب الله وسيرة أهل بيته الطاهرين ومن هم أهل البيت]-
كتاب الله عز وجل، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغّب فيه، قال وأهل بيتي، أذكِّركم الله فى أهل بيتي، أذكِّركم الله فى أهل بيتي، أذكركم الله فى أهل بيتي، فقال له حسين (يعنى ابن سبرة) ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال أن نساءه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال ومن هم؟ قال آل على وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس، قال أكل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال نعم (عن على رضى الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد حسن وحسين رضى الله عنهما فقال من أحبنى وأحب هذين وأباهما كان معى فى درجتى فى الجنة (عن زيد بن ثابت) قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم انى تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء إلى الأرض وعترتى أهل بيتى وأنهما لا يتفرقا حتى يردوا على الحوض (٦)
طويل تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى الباب الأول من كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة فى الجزء الأول، وهو حديث صحيح رواه مسلم والحاكم وغيرهما؛ وهو واضح فى تعيين أهل البيت (١) (سنده) حدّثنا على بن نصر الأزدى اخبرنى على بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على حدّثنى أخى موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن على بن حسن عن أبيه عن جده (يعنى على بن أبى طالب رضى الله عنه) الخ (غريبه) (٢) أى قريب من درجتى لأنه مهما عظم أمر الانسان فى الصلاح لا يبلغ درجة النبى صلى الله عليه وسلم والله أعلم (تخريجه) (مذ) وقال حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث جعفر بن محمد إلا من هذا الوجه، والتحسين ثابت فى بعض نسخ الترمذى دون بعض، وضعفه غيره، وهذا الحديث من زوائد عبد الله ابن الامام أحمد على مسند أبيه ولذلك رمزت له بحرف زاى (٣) (سنده) حدّثنا الأسود بن عامر ثنا شريك على الركين عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت الخ (غريبه) (٤) زاد فى بعض الروايات احدهما أكبر من الآخر وفى رواية ثقلين بدل خليفتين وسيأتى سمّاها به لعظم شأنهما (كتاب الله) القرآن (حبل) أى هو حبل (ما بين السماء والأرض) قيل أراد به عهده، وقيل السبب الموصل إلى رضاه (وعترتي) بمثناة فوقية (أهل بيتي) تفصيل بد اجمال بدلا أو بيانا وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وقيل من حرِّمت عليهم الزكاة ورجحه القرطبى (وفى النهاية) عترة الرجل اخص أقاربه وعترة النبى صلى الله عليه وسلم بنو عبد المطلب، وقيل أهل بيته الأقربون وهم أولاده وعلى وأولاده وقيل عترته الأقربون والأبعدون منهم (يعنى من قريش) (والمعنى) إن ائتمرتم بأوامر كتابه وانتهيتم بنواهيه واهتديتم بهدى عترته واقتديتم بسيرته اهتديتم فلم تضلوا (٥) أى والحال أنهما (لا يتفرقا) أى الكتاب والعترة أى يستمرا متلازمين (٦) أى الكوثر قيل ويدخل فى العترة العلماء العاملون اذ هم الذين لا يفارقون القرآن سواء كانوا من أهل البيت أو من غيرهم، ويستفاد من هذا الحديث والذى بعده وجود من يكون أهلا للتمسك به من أهل البيت والعترة الطاهرة فى كل زمن إلى قيام الساعة حتى يتوجه الحث المذكور إلى التمسك به كما أن الكتاب كذلك فلذلك كانوا امانا لأهل الأرض فاذا ذهبوا اذهب أهل الأرض