-[مناقب أم المؤمنين سدة بنت زمعة وهى الثانية من زوجاته صلى الله عليه وسلم]-
فانظرى كيف تخرجين أو كيف تصنعين فانكفأت فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه ليتعشى فأخبرته بما قال لها عمر وإنه فى يده لعرقا فأوحى اليه ثم رفع عنه وان العرق لفى يده فقال لقد أذن لكن ان تخرجن لحاجتكن (عن عروة عن عائشة) رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها غير أن سودة بنت زمعة (رضى الله عنها) كانت وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم تبتغى بذلك رضا النبى صلى الله عليه وسلم (عن هشام عن أبيه عن عائشة) رضى الله عنها قالت لما كبرت سودة وهبت يومها إلىّ فكان النبى صلى الله عليه وسلم يقسم لى بيومها مع نسائه، قالت وكانت أول امرأة تزوجها بعدها
جاء في بعض الروايات أى تطولهن وتعلوهن (٣) لعله قصد المبالغة فى احتجاب أمهات المؤمنين بحيث لا يبدين اشخاصهن أصلا ولو كن مستترات (٤) أى رجعت فقوله فرجعت تفسير لقوله فانكفأت (٥) بفتح العين وسكون الراء ثم القاف: العظم الذى عليه اللحم (وقوله فأوحى إليه) بضم الهمزة مبنيا للمفعول (ثم رفع عنه) أى ما كان فيه من الشدة بسبب نزول الوحى (٦) أى والحال أن العرق لفى يده ما وضعه فالجملة حالية (٧) بضم الهمزة مبنياً للمفعول (٨) أى دفعا للمشقة ورفعا للحرج، وفيه تنبيه على أن المراد بالحجاب الستر حتى لا يبدو من جسدهن شيء لا حجب أشخاصهن فى البيوت، والمراد بالحاجة البراز والله أعلم (تخريجه) (خ) (٩) (عن عروة عن عائشة الخ) هذا الحديث والذى بعده تقدما بسندهما وشرحهما وتخريجهما فى باب من وهبت يومها لضرتها فى آخر كتاب النكاح فى الجزء السادس عشر ص ٢٣٩ الأول رقم ٢٨٦ والثانى ٢٨٧ فارجع اليهما والله الموفق (تتمة) كانت سودة رضى الله عنها متزوجة قبل النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بابن عم ابيها السكران بن عمر وأسلم معها قديماً وهاجرا جميعا إلى الحبشة (قال ابن عباس) انها رأت فى المنام كأن النبى صلى الله عليه وسلم أقبل يمشى حتى وطئ عنقها فأخبرت زوجها بذلك، فقال ان صدقت رؤياك لأموتن وليتزوجك (يعنى النبى صلى الله عليه وسلم) ثم رأت فى المنام ليلة أخرى أن قمرا انقض عليها وهى مضطجعة فاخبرت زوجها؛ فقال لئن صدقت رؤياك لم البت الا يسيرا حتى أموت وتتزوجين من بعدي، فاشتكى السكران من يومه ذلك فلم يلبث إلا قليلا حتى مات، ثم تزوجها النبى صلى الله عليه وسلم، وكانت رضى الله عنها شديدة الاتباع لامره صلى الله عليه وسلم فقد روى الامام أحمد من حديث أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسائه عام حجة الوداع هذه الحجة تم ظهور الخصر أى ثم الزمن البيوت فلا تخرجن إلى الحج مرة أخرى، فكنى النبى صلى الله عليه وسلم بظهور الحصر عن ملازمتهن البيوت، وتقدم هذا الحديث بسنده وشرحه وتخريجه فى فصل وجوب الحج على النساء الخ من كتاب الحج فى الجزء الحادى عشر ص ١٦ رقم ١٨ قال فكن كلهن يحججن إلا زينب وسودة فقالتا والله لا تحركنا دابة بعد أن سمعنا ذلك منه صلى الله عليه وسلم: وصح عن عائشة (عند أبى يعلى وغيره) انها قالت ما من الناس أحد أحب إلىّ أن أكون فى مسلاخه من سودة، أن بها الأّحدّة كانت تسرع منها الفيئة، مسلاح بوزن مفتاح أى هديها وطريقتها (وفى الصحيحين) عن عائشة استأذنت سودة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة أن تدفع قبل الناس وكانت امرأة بطيئة يعنى ثقيلة فأذن لها، ولأن أكون استأذنته أحب الى من مفروح به، ورواه أيضاً الامام أحمد وتقدم فى باب الرخصة فى تقديم وقت الدفع للضعفة الخ من كتاب الحج فى الجزء الثانى عشر ص ١٦٥ رقم ٣٦٥ (وعن ابراهيم النخفي) قال قالت سودة لرسول الله صلى الله عليه وسلم صليت خلفك الليل