للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[غرض عمر زواج حفصة على ابى بكر وعثمان فتزوجها النبى صلى الله عليه وسلم وتاريخ زواجه بها]-

علي حين عرضت علىّ حفصة فلم ارجع اليك شيئا حين عرضتها علىّ إلا أنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر هلمو لم أكن لأفشى سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها لنكحتها (عن ابن عمر) (١) قال لما تايّمت (٢) حفصة كانت تحت خنيس أو حذافة لقى عمر عثمان فعرضها عليه، فقال عثمان مالى فى النساء حاجة وسأنظر: فلقى أبا بكر فعرضها عليه فسكت، فوجد عمر فى نفسه على أبى بكر (٣) فاذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خطبها فلقى عمل أبا بكر فقال انى كنت عرضتها على عثمان فردنى، وانى عرضتها عليك فسكت عنى فلأنا عليك كنت أشد غضبا منى على عثمان وقد ردنى، فقال ابو بكر إنه قد كان ذكر من أمرها وكان سرا (٤) فكرهت أن أفشى السر (عن عاصم بن عمر) (٥) أن


من خنيس بن حذافة فذكر الحديث وفيه وكان قد شهد بدراً وتوفى بالمدينة أهـ (١) (سنده) حدّثنا يزيد بن هارون أخبرنا سفيان يعنى ابن حسين عن الزهرى عن سالم عن ابن عمر الخ (غريبه) (٢) بهمزة مفتوحة وتحتانية ثقيلة أى صارت أيّما، وهى التى يموت زوجها أو تبين منه وتنقضى عدتها، وأكثر ما تطلق على من مات زوجها، وقال ابن بطال العرب تطلق على كل امرأة لا زوج لها وكل رجل لا امرأة له أسيما، زاد فى المشارق وان كانا بكرا (٣) أى غضب من سكوت أبى بكر وعدم رده عليه (٤) يعنى أن النبى صلى الله عليه وسلم كان عرّض بخطبتها وهذا سبب سكوت أبى بكر وعدم رده على عمر (قال فى المواهب فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحه) (يعنى عمر) إياها فى سنة ثلاث من الهجرة (قال العلامة الزرقانى) كما رواه ابن أبى خيثمة عن الزهرى عن رجل من بنى سهم، وعنده أيضا عن أبى عبيدة أنه تزوجها سنة اثنتين من الهجرة وبه جزم بن عبد البر، قال الحافظ فى الاصابة والراجح الأول: لأن زوجها قتل بأحد سنة ثلاث لكن قال فى الفتح الثانى أولى، لأنهم قالوا تزوجها صلى الله عليه وسلم بعد خمسة وعشرين شهراً من الهجرة، وفى رواية بعد ثلاثين، وفى أخرى بعد عشرين وكانت أحد بعد الهجرة بأكثر من ثلاثين شهراً، وقد جزم ابن سعد بان وجها مات بعد قدومه صلى الله عليه وسلم من بدر أهـ (وقال ابن سيد الناس) تزوجها فى شعبان على رأس ثلاثين شهراً من مهاجره، على القول الأول أى موت زوجها بعد بدر، وبعد أُحد على الثانى والله أعلم (تخريجه) الحديث صحيح وهو هنا مرسل صحابى لأن ابن عمر انما سمعه من أبيه كما صرح بذلك فى رواية للنسائى عن الزهرى عن سالم أنه سمع عبد الله بن عمر يحدث أن عمر بن الخطاب حدثنا قال فذكر الحديث، وكذلك رواه النسائى كرواية الحديث السابق عند الامام أحمد من طريق معمر عن الزهرى عن سالم عن ابن عمر عن عمر، ورواه البخارى مطولا ومختصرا كلها من طريق الزهرى وظاهرها أنه من حديث عبد الله بن عمر ولكن فى سياقها، انه انما سمعه من أبيه والله اعلم (٥) (وعن عاصم بن عمر الخ) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى أول الجزء السابع عشر ص ٢ رقم ١ (وأخرجه أيضا) (د نس جه مى) من حديث عمر، ورجاله ثقات وسكت عنه أبو داود والمنذرى (وفى الباب) عن عقبة بن عامر الجهنى ان النبى صلى الله عليه وسلم طلق حفصة فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فوضع التراب على رأسه وقال ما يعبأ الله بك يا ابن الخطاب بعدها، فنزل جبريل عليه السلام على النبى صلى الله عليه وسلم فقال ان الله يامرك أن تراجع حفصة رحمة لعمر، أورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى وفيه عمرو بن صالح الحضرمى ولم اعرفه وبقية رجاله ثقات (وعن ابن عمر) قال دخل عمر على حفصة وهى تبكى فقال ما يبكيك؟ لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>