للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قوله صلى الله عليه وسلم فان أحدكم لو انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه]-

أصحابي (١) فان أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه (٢) (عن طارق بن أشيم) (٣) أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقول بحسب أصحابى القتل (٤) (عن عبد الله بن مسعود) (٥) قال ان الله نظر فى قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر فى قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئاً فهو عند الله سئ (باب ما جاء فى فضائل الأنصار ومناقبهم رضى الله عنهم) (عن ابى قتادة) (٦) قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر للانصار إن الناس دثارى والانصار شعارى (٧)، لو سلك الناس واديا (٨) وسلكت الانصار شعبة لاتبعت شعبة (٩) الانصار، ولولا هجرة لكنت رجلا من الأنصار،


(غريبه) (١) قال النووى رحمه الله إعلم أن سب الصحابة رضى الله عنهم حرام من فواحش المحرمات سواء من لابس الفتن منهم وغيره، لانهم مجتهدون فى تلك الحروب متأولون، قال القاضى وسب أحدهم من المعاصى الكبائر، ومذهبنا ومذهب الجمهور انه يعزر ولا يقتل (٢) تقدم شرح هذه الجملة فى الحديث الذى قبله (تخريحه) (ق. والاربعة) (٣) (سنده) حدّثنا يزيد بن هارون ببغداد أنبأنا أبو مالك الاشجعى سعد بن طارق عن أبيه (يعنى طارق بن أشيم الاشجعى) الخ (غريبه) (٤) اى يكفى المخطئ منهم فى قتاله فى الفتن القتل فانه كفاره لجرمه وتمحيص لذنوبه، وأما المصيب فهو شهيد، هذا ان كان المخطئ عن اجتهاد وتأويل، أما من قاتل مع علمه بخطئه فقتل مصرّا فامره الى الله ان شاء عذبه وان شاء عفى عنه (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام أحمد من حديث طارق ابن أشيم وهو حديث صحيح ورجاله ثقات، وهو من ثلاثيات الامام أحمد، ورواه الطبرانى عن سعيد ابن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون فتن يكون فيها ويكون، فقلنا ان أدركنا ذلك هلكنا فقال بحسب أصحابى القتل، قال الهيثمى رواه الطبرانى بأسانيد رجال أحدها ثقات (٥) (سنده) حدّثنا أبو بكر حدثنا عاصم عن رزّ بن حبيش عن عبد الله بن مسعود الخ (تخريجه) اسناده صحيح وهو موقوف على ابن مسعود، وأورده الهيثمى وقال رواه أحمد والبزار والطبرانى ورجاله موثوقون (باب) (٦) (سنده) حدّثنا هارون بن معروف قال ثنا عبد الله بن وهب أخبرنى أبو صخر أن يحيى بن النضر الأنصارى حدثه أنه سمع أبا قتادة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (غريبه) (٧) الدثار هو الذى يلبس فوق الشعار والشعار هو الذى يلى الجسم، يعنى أنتم الخاصة والناس العامة (٨) الوادى كل منفرج بين جبال او آكام يكون منفذا للسيل والجمع أودية (٩) الشعب بكسر الشين المعجمة ما انفرج بين الجبلين وقيل الطريق فى الجبل كما فى فتح البارى، والمراد بقوله لو سلك الناس واديا الخ اظهاره كمال محبته لهم لا الاقتداء بهم والمتابعة (قال الخطابى) لما كانت العادة أن المرء يكون فى نزوله وارتحاله مع قومه، وأرض الحجاز كثيرة الأودية والشعاب، فاذا تفرقت فى السفر الطرق سلك كل قوم منهم واديا وشعبا، فأراد أنه مع الأنصار؛ قال ويحتمل أنه يريد بالوادى المذهب كما يقال فلان

<<  <  ج: ص:  >  >>