للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في فضائل الأنصار ووصية النبى صلى الله عليه وسلم باكرامهم والإحسان اليهم]-

امن ولى من الأنصار (١) فليحسن إلى محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم، ومن أفزعهم فقد أفزع هذا الذى بين هاتين، وأشار إلى نفسه (٢) (عن على بن زيد) (٣) قال بلغ مصعب بن الزبير (٤) عن عريف الانصار (٥) بشيئ فهمَّ به (٦) فدخل أنس بن مالك رضى الله عنه فقال له سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول استوصوا (٧) بالأنصار خيرا أو قال معروفا، اقبلوا من محسنهم واجاوزوا عن مسيئهم، فالقى مصعب نفسه عن سريره وألزق خده بالساط وقال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرأس والعين (٨) فتركه (عن ابن عباس) (٩) قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متقنعا بثوبه (١٠) فقال أيها الناس إن الناس يكثرون وان الانصار يقلون، فمن ولى منكم أمرا ينفع فيه أحدا فليقبل من محصنهم ويجاوز عن مسيئهم (١١) (عن الحرث بن زياد) (١٢) الساعدى الانصارى أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو يبايع الناس على الهجرة فقال يا رسول الله بايع هذا، قال ومن هذا؟ قال ابن عمى حوط بن يزيد بن حوط قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أبايعك (١٣) ان الناس يهاجرون اليكم ولا تهاجرون اليهم، والذى نفس محمد بيده لا يحب الأنصار حتى يلقى الله تبارك وتعالى الا لقى الله تبارك وتعالى وهو يحبه، ولا يبغض رجل الانصار حتى يلقى الله تبارك وتعالى إلا لقي


في واد وانا فى واد (١) أى من ولى من أمور النصار شيئا من الولاية والامارة، والمعنى من كان والياً وأميراً على الأنصار فليحسن إلى محسنهم الخ وهذا من أعظم الوصايا باكرامهم والاحسان اليهم (٢) معناه من أخافهم فقد أخافنى (تخريجه) أخرجه الحاكم فى المستدرك وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبى، وكثير من فقراته ثابت فى الصحيحين وغيرهما عن كثير من الصحابة (٣) (سنده) حدّثنا مؤمل ثنا حماد يعنى ابن سلمة ثنا على بن زيد قال بلغ مصعب الخ (٤) كان والياً على البصرة سنة ٦٧ من قبل أخيه عبد الله بن الزبير (٥) العريف هو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلى أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم (٦) أى هم بعقابه (٧) قال البيضاوى الاستيصاء قبول الوصية، والمعنى أوصيكم بالأنصار خيراً او قال معروفا، او للشك من الراوى يشك هل قال خيرا أو معروفا والمعنى واحد (٨) فيه منقبة عظيمة لمصعب بن الزبير حيث خضع وذل لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم (تخريجه) انفرد به الامام أحمد من هذا الوجه وفى اسناده على بن زيد بن جدعان فيه كلام قال الامام أحمد وأبو زرعة ليس بالقوى كذا فى الخلاقة، وفى التهذيب قال يعقوب بن أبى شيبة نفقة، وقال الترمذى صدوق الا أنه ربما رفع الشئ الذى يوقفه غيره، قرنه مسلم بآخر، والحديث له شواهد صحيحة تؤيده (٩) (سنده) حدّثنا موسى بن داود حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل عن عكرمة عن ابن عباس الخ (غريبه) (١٠) كان ذلك فى مرض موته صلى الله عليه وسلم (١١) ما جاء فى هذا الباب من التجاوز عن مسيئهم يعنى فى غير الحدود وحقوق الناس (تخريجه) (خ) فى مواضع متعددة من صحيحه مطولا ومختصراً (١٢) (سنده) حدّثنا يونس بن محمد ثنا عبد الرحمن بن الغسيل قال أنا حمزة بن أبى أسيد وكان أبوه بدريا عن الحارث بن زياد الساعدى الأنصارى الخ (غريبه) (١٣) لم يبايعه النبى صلى الله عليه وسلم لما علم أنه من الأنصار لان الانصار لا يهاجرون من المدينة، وانما الهجرة مطلوبة من غير أهل المدينة إليها وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>