-[قوله صلى الله عليه وسلم ان الأنصار عيبتى التى آويت اليها فاقبلوا من محسنهم واعفو عن مسيهم]-
فقال بعضهم لبعض اغتنموها واطلبوا المغفرة، فقالوا يا رسول الله ادع الله لنا بالمغفرةـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للانصار ولأبناء الانصار ولأبناء أبناء الانصار (وعنه أيضا)(١) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الانصار عيبتى (٢) التى آويت اليها، فأقبلوا من محسنهم واعفوا عن مسيئهم، فانهم قد أدو الذى عليهم (٣) وبقى الذى لهم (عن عبد العزيز بن صهيب)(٤) عن أنس بن مالك أن النبى صلى الله عليه وسلم رأى الصبيان والنساء مقبلين قال عبد العزيز حسبت أنه قال من عرس فقام النبى صلى الله عليه وسلم ممثلا (٥) فقال اللهم أنتم من أحب الناس الىّ اللهم أنتم من أحب الناس الىّ، اللهم أنتم من أحب الناس الى يعنى الانصار (وفى لفظ) والذى نفسى بيده انكم لا حب الناي الىّ ثلاث مرات (عن النضر بن أنس)(٦) أن زيد بن أرقم كتب الى أنس بن مالك رضى الله عنه زمن الحرية، يعزيه فيمن قتل من ولده وقومه وقال أبشرك ببشرى من الله عز وجل
(١) (سنده) حدّثنا عبد الرازق ثنا معمر عن ثابت البنانى أنه سمع أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الانصار عيبتى الخ (غريبه) (٢) جاء عند البخارى عن أنس أيضا قال مر أبو بكر والعباس رضى الله عنهما بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون فقال ما يبكيكم؟ قالوا ذكرنا مجلس النبى صلى الله عليه وسلم منا فدخل على النبى صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك قال فخرج النبى صلى الله عليه وسلم وقد عصب على رأسه حاشية برد قال فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم فحمد الله وأثنى عليه قم ثال أوصيكم بالانصار فانهم كرشى وعيبتى فذكر الحديث (٣) اى بطانتى وخاصتى وموضع سرى وأمانتى فاستعارهما لان المجتر يجمع علفه فى كرشه لانه مستقر غذاء الحيوان الذى يكون فيه نماؤه والعنة فتح المهلة والموحدة بينهما ياء تحتية ساكنة ما يضع فيه الرجل نفيس ما عنده، يريد أنهم موضع سري به وأمانته قال ابن دريد هذا من كلامه الموجز الذى لم يسبق إليه (٦) يعنى ليلة العقبة من المبايعة فانهم بايعوا على ان يؤوا النبى صلى الله عليه وسلم وينصروه على أن لهم الجنة فوفوا بذلك (وبقى الذى لهم) وهو اكرامهم والاحسان إليهم (تخرجه) (ق ك) (غريبه) (٥) هو بضم الميم الاولى واسكان الثانية وبفتح المثلثة وكسرها كذا روى بالوجهين وهما مشهوران، قال القاضى جمهور الرواة بالفتح قال وصححه بعضهم قال؛ ولبعضهم هنا، وفى البخارى بالكسر معناه قائماً منتصبا ذكره النووى (قلت) زاد فى رواية عند الامام أحمد فسلم عليهم (تخريجه) (ق ك) (٦) (سمده) حدّثنا حسن بن موسى ثنا حماد بن سلمة عن على بن زيد عن النضر بن أنس الخ (غريبه) (٧) قال فى النهاية يوم مشهور فى الاسلام من أيام يزيد بن معاوية بما انتهب المدينة عسكره من أهل الشام الذين ندبهم لقتال أهل المدينة من الصحابة والتابعين وأمّر عليهم مسلم بن عقبة المرِّى فى ذى الحجة سنة ثلاث وستين، وعقبها هلك يزيد والحرة هذا أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة وكانت الموقعة بها أهـ (قال الحافظ) وكان سبب وقعة الحرة أن أهل المدينة خلعوا بيعة يزيد ابن معاوية لما بلغهم ما يتتعمده من الفساد فأمّر الانصار عليهم عبد الله بن مطيع العدوى وأرسل إليهم يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة المرى فى جيش كثير فهزمهم واستباحوا المدينة وقتلوا ابن حنظلة وقتل من الانصار شئ كثير جدا، وكان أنس يومئذ بالبصرة فبلغه ذلك فحون على من اصيب من الأنصار فكتب اليه زيد بن ارقم وكان يومئذ بالكوفة يليه، ومحصل ذلك أن الذى يصير إلى مغفرة الله لا يشتد الحزن عليه فكان ذلك تعزية لانس فيهم (تخريجه) (ق مذ) من وجه آخر وفي إسناده