-[قوله صلى الله عليه وسلم لولا الهجرة لكنت امرء من الانصار]-
الله ورسوله (وعنه أيضا)(١) ان راية النبى مع على بن أبى طالب وراية الانصار مع سعد ابن عبادة وكان إذا استحر (٢) القتل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكون تحت راية الانصار (عن أبى هريرة)(٣) رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا الهجرة لكنت أمراً من الأنصار ولو يندفع الناس فى شعبة أو فى واد والانصار فى شعبة لاندفعت فى شعبهم (عن أبى سعيد الخدرى)(٤) قال اجتمع أناس من الانصار فقالوا آثر علينا غيرنا (٥) فبلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسلم فجمعهم ثم خطبهم فقال يا معشر الانصار ألم تكونوا أذلة فأزكم الله؟ قالوا صدق الله ورسوله (٦) قال ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله، قالوا صدق الله ورسوله، قال ألم تكونوا فقراء فأغناكم الله؟ قالوا صدق الله ورسوله ثم قال ألا يجبرنى الا تقولون أتيتنا طريدا فآويناك، وأتيتنا خائفاً فآمناك، ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبقران يعنى البقر وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم فتدخلونه بيوتكم، لو أن الناس سلكوا وادياً أو شعبه سلكت واديكم أو شعبتكم لولا الهجرة لكنت امرأ من الانصار (٧) وانكم ستلقون بعدى أثره (٨) فاصبروا حتى تلقونى على الحوض (٩)
من حديث أبي هريرة وأبى سعيد وللامام أحمد عن أبى سعيد عن النبى صلى الله عليه وسلم نحوه (١) (سنده) حدّثنا عبد الرازق معمر عن عثمان الجزرى عن مقسم قال لا أعلمه إلا عن ابن عباس ان راية النبى صلى الله عليه وسلم (غريبه) (٢) فتح التاء والحاء وتشديد الراء أى حمى واشتد (تخريجه) لم أقف عليه لغير الامام احمد وفى اسناده عثمان الجزرى اختلف فيه فقيل عثمان بن ساج وقيل بن عمرو بن ساج فان كان الاول فهو مجهول لم يتبين حاله، وان كان الثانى فقد قال الحافظ فى التقريب عثمان بن عمر بن ساج بمعملة وآخره جيم مولى بنى أمية وقد ينسب إلى جده فيه ضعف من التاسعة أهـ (٣) (سنده حدّثنا عبد الرازق بن همام ثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به ابو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر احاديث منها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (قلت) هذا الحديث تقدم الكلام عليه فى شرح ال حديث من هذا الباب (٤) (سنده) حدّثنا ابراهيم ابن خالد ثنا رباح عن معمر عن الاعمش عن أبى صالح عن أبى سعيد الخدرى الخ (غريبه) (٥) جاء فى رواية أخرى من طريق ثان قال أبو سعيد قال رجل من الانصار لاصحابه أما والله لقد كنت أحدكم أنه لو قد استقامت الامور قد آثر عليكم، قال فردوا عليه ردا عنيفا، قال فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (٦) جاء فى الطريق الثانية قال فكنتم لا تركبون الخيل؟ قال فكلما قال لهم شيئاً قالوا يلى يا رسول الله، قال فلما رآهم لا يردون عليه شيئاً قال أفلا تقولون قاتلك قومك فنصرناك وأخرجك قومك فآويناك، قالوا نحن لا نقول ذلك يا رسول الله أنت تقوله (قلت) وهذا من أدبهم وقوة ايمانهم (٧) جاء فى الطريق الثانية بعد قوله لكنت امرءا من الانصار (كرشى وأهل بيتى وعيبتى التى اوى اليها فاعفوا عن مسيئتهم وأقبلوا من محسنهم) (٨) بفتح الهمزة والمثلثة وفى بعض الروايات بضم الهمزة وسكون المثلثة والمعنى واحد، وقد أشار صلى الله عليه وسلم بذلك الى أن الامر يصير فى غيرهم فيختصون دونهم بالاموال وكان الامر كما وصف صلى الله عليه وسلم وهو معدود فيما اخبر به صلى الله عليه وسلم من الامور المغيبة فوقع كما قال صلى الله عليه وسلم (٩) اى حوض النبى صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وجاء فى الطريق الثانية قال أبو سعيد قلت لمعاوية اما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا اننا سنرى بعده أثره، قال معاوية فما أمركم. قلت أمرنا أن نصبر قال فاصبروا إذا (تخريجه) أخرجه أيضا عبد بن حميد وأخرجه الترمذى مختصرا وسنده عند الامام أحمد جيد ورجاله ثقات