-[قوله صلى الله عليه وسلم فى الأنصار لا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق]-
(عن أنس بن مالك)(١) عن النبى صلى الله عليه وسلم نحوه وفيه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم ستجدون بعدى أثره شديدة فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله فانى فرطكم على الحوض، قال أنس فلم نصبر (حدثنا محمد بن جعفر)(٢) ثبا شعبة عن عدى بن ثابت قال سمعت البراء بن عازب يحدث أنه سمع النبى صلى الله عليه وسلم انه قال فى الانصار لا يحبهم الا مؤمن ولا ببغضهم إلا منافق (٣) من أحبهم فأحبه الله، ومن أبغضهم فأبغضه الله، قال قلت له أنت سمعت البراء؟ قال اياى يحدث (عن رباح ين عبد الرحمن بن حويطب)(٤) قال حدثتنى جدتى انها سمعت آباها رضى الله عنه يقول سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر الله تعالى، ولا يؤمن بالله من لم يؤمن بى ولا يؤمن بى من لا يحب الانصار (عن عبد الله بن كعب بن مالك الانصارى)(٥) وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم أنه أخبره بعض أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم خرج يوماً عاصباً رأسه (وفى رواية) أن النبى صلى الله عليه وسلم قام يومئذ خطيباً واستغفر للشهداء الذين قتلوا يوم أحد فقال فى خطبته أما بعد يا معشر المهاجرين فانكم قد أصبحتم تزيدون وأصبحت الانصار لا تزيد على هيئتها التى هى عليها اليوم وإن الانصار عيبتى التى آويت اليها فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم (عن أنس بن مالك)(٦) ان المشركين لما رهقوا (٧) النبى صلى الله عليه وسلم وهو فى سبعة من الانصار (٨) ورجلين من قريش قال من يردهم عنا وهو رفيقى فى الجنة، فجاء رجل من الانصار فقاتل حتى قتل فلما أرهقوا أيضا قال من يردهم عنى وهو رفيقى فى الجنة، حتى قتل السبعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبيه (٩) ما أنصفنا إخواننا
(١) (عن أنس بن مالك الخ) هذا طرف من حديث طويل تقدم بطوله وسنده وشرحه وتخريجه فى باب ما جاء فى اعطاء المؤلفة قلوبهم من كتاب الجهاد فى الجزء الرابع عشر ٨٩ رقم ٢٩٦ فارجع اليه، وهو حديث صحيح رواه الشيخان وغيرهما (٢) (حدثنا محمد بن جعفر الخ) (غريبه) (٣) قال ابن التين المراد حب جميعهم وبغض جميعهم لان انما يكون للدين، ومن أبغض بعضهم لمعنى يسوغ البغض له فليس داخلا فى ذلك وهو تقرير حسن (تخريجه) (نس مذ جه) (٤) (عن رباح بن عبد الرحمن بن حويطب) الخ هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه فى باب النية والتسمية عند الوضوء فى الجزء الثانى ص ٢٠ رقم ٢٣٧ فارجع اليه ففى شرحه كلام نفيس (٥) (سنده) حدّثنا أبو اليمان قال أنا شعيب عن الزهرى قال أخبرنى عبد الله ن بكعب بن مالك الأنصارى الخ (تخريجه) (ك) وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (قلت) وأقره الذهبى وجاء عند الحاكم عن الزهرى عن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه كعب بن مالك أنه قال ان آخر خطبة خطبناها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا معشر المهاجرين فذكر الحديث (٦) (سنده) حدّثنا عفان ثنا حماد أنا ثابت وعلى بن زيد عن س بن مالك الخ (غريبه) (٧) يقال رهق بالكسر يرهقه رهقا أى غشيه وأرهقه أى أعشاء أباه (نه) وقال انووى أى غشوه قربوا منه (٨) كان ذلك فى غزوة أحد كما صرح بذلك فى حديث ابن مسعود (٩) أى للقرشيين ما انصفنا اخواننا، أى ما أنصفت قريش الأنصار لكون القرشيين لم يخرجوا للقتال بل خرجت الانصار واحدا بعد واحد فقتلوا عن آخرهم هذه هى الرواية المشهورة، ورواه بعضهم