-[ما جاء في مدح الانصار والمهاجرين من كتاب الله عز وجل]-
الرواة كأنه يقول آخى (عن أبى موسى)(١) ان اسماء (٢) لما قدمت يعنى من الحبشة لقيها عمر بن الخطاب فقال آلحبشية هى؟ قالت نعم، فقال نعم القوم أنتم لولا أنكم سبقتم بالهجرة فقالت هى لعمر كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحمل راجلكم ويعلم جاهلكم وفررنا بديننا، أما انى لا أرجع حتى أذكر ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فرجعت اليه فقالت له (٣) فقال النبى صلى الله عليه وسلم بل لكم الهجرة مرتين هجرتكم إلى المدينة وهجرتكم إلى الحبشة
(باب ما جاء فيما اشترك فيه أبو بكر وعمر وعلى رضى الله عنهم)(عن حبيب بن أبى ثابت)(٤) عن عبد خير الهمدانى قال سمعت عليا يقول على المنبر ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم؟ قال فذكر أبا بكر، ثم قال ألا اخبركم بالثانى، قال فذكر عمر، ثم قال لو شئت لأنبأتكم بالثالث، قال وسكت فرأينا انه يعنى نفسه (٥) فقلت انت سمعته يقول هذا؟ (٦)
وهذا الحديث تقدم ايضا فى الباب المشار اليه ص ٧ رقم ١٨٥ (١) (سنده) حدّثنا وكيع عن المسعودى عن عدى بن ثابت عن أبى بردة عن ابى موسى (يعنى الاشعرى) الخ (غريبه) (٢) يعنى بنت عميس رضى الله عنها كانت أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبى صلى الله عليه وسلم لامها أسلمت أسماء قبل دخول دار الأرقم وبايعت ثم هاجرت مع زوجها جعفر بن أبى طالب فولدت له هناك أولاده عبد الله ومحمدا وعونا ذكره الحافظ فى الاصابة (٣) فقالت له ما قاله عمر (تخريجه) الحديث سنده جيد ورجاله ثقات وأخرجه الطبرانى وأبو نعيم بلفظه من حديث أبى سعيد وعند البخارى من حديث أبى موسى حين رجع هو ومن معه من الحبشة فى سفينة إلى المدينة قال أبو موسى فوافقنا النبى صلى الله عليه وسلم جين افتتح خيبر فقال النبى صلى الله عليه وسلم (لكم أنتم يا أهل السفينة هجرتان) يعنى هجرة من مكة إلى الحبشة وهجرة من الحبشة إلى المدينة وكانت اسماء وزوجها جعفر وغيرهما مع أبى موسى فى السفينة، وفى هذا الحديث منقبة عظيمة لمهاجرى الحبشة (هذا) ولو لم يكن من الثناء على المهاجرين والأنصار إلا ما ذكره الله عز وجل فى كتابه لكفاهم ذلك فخراً قال تعالى (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى تحتها النهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) وقال عز وجل (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا فى سبيل الله والذين آووا ونصروا فى ساعة العسرة) وقال عز وجل (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا فى سبيل الله والذين آووا ونصروا اولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفره ورزق كريم) وقال جل شانه (للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم واموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون، والذين تبؤوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) (قال الحافظ بن كثير) فى تفسيره وأحسن ما قيل فى قوله تعالى (ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا) اى لا يحسدونهم على فضل ما أعطاهم الله على هجرتهم فان ظاهر الآيات تقديم المهاجرين على الانصار وهذا أمر مجمع عليه بين العلماء لا يختلفون فى ذلك أهـ رضى الله عنهم جميعاً وأرضاهم وحشرنا فى زمرتهم أمين (باب) (٤) (سنده) حدّثنا عبد الله بن عون حدثنا مبارك بن سعيد أخو سفيان عن أبيه عن حبيب بن أبى ثابت الخ (غريبه) (٥) يعنى أن الثالث على رضى الله عنه (٦) القائل أنت