-[من معجزاته صلى الله عليه وسلم نطق بقرة وذائب وايمان النبى صلى الله عليه وسلم بذلك وابى بكر وعمر]-
جندب فأتينا النبى صلى الله عليه وسلم فقالوا لنا انطلقوا إلى المسجد التقوى (١) فانطلقنا نحوه فاستقبلناه يداه على كاهل ابى بكر وعمر رضى الله عنهما (٢) فثرنا فى وجهه؛ فقال من هؤلاء يا أبا بكر؟ قال عبد الله بن عمر وابو هريرة وسمرة (وعنه ايضا)(٣) قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اقبل علينا بوجهه فقال بينما رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها، قالت إنا لم نخلق لهذا، انما خلقنا للحراثة، فقال الناس سبحان الله بقرة تتكلم، فقال فإنى أومن بهذا انا وابو بكر غدا غدا (٤) وعمر، وما هما ثم، (٥) وبينما رجل فى غنمه اذ عدا عليها الذئب فآخذ شاة منها، فطلبه فأدركه فاستنقذها منه، فقال يا هذا استنقذتها منى فمن لها يوم السَّبع (٦) يوم لا راعى لها غيرى، قال الناس سبحان الله ذئب يتكلم، فقال انى اومن بذلك وأبو كر وعمر (٧) وما هما ثم (ز)(عن على رضى الله عنه)(٨) قال كنت عند النبى صلى الله عليه وسلم فأقبل ابو بكر وعمر رضى الله عنهما فقال يا علي هذان
أبو هلال ثنا أبو الزراع عن أبى امين عن أبى هريرة الخ (غريبه) (١) هو مسجد صغير معروف بضواحى المدينة (٢) انما وضع النبى صلى الله عليه وسلم يديه على كاهل أبى بكر وعمر لشدة اخلاصهما له ولمحبته اياهما (وقوله فثرنا فى وجهه هكذا جاء فى هذا الحديث. وظاهره أن أبا هريرة وابن عمر وسمره ثاروا فى وجه النبى صلى الله عليه وسلم، ولا أدرى كيف أوجه هذه الكلمة لأن لفظ ثار معناه شدة الغضب، وكيف يتأتى ذلك من ثلاثة رجال من أجلاء الصحابة، ولم أقف على هذا الحديث لغير الامام أحمد وهو حديث ضعيف لا يحتج به ولا يعول عليه ففى اسناده ثلاثة رجال غير معروفين وهم أبو هلال وأبو الزراع وأبو أمين والله أعلم بحقيقة الحال (٣) (سنده) حدّثنا سفيان عن أبى الزناد عن الاعرج عن أبى سلمة عن أبى هريرة الخ (غريبه) (٤) هكذا جاء فى الاصل بلفظ غدا غدا يوم القيامة فقد سمى الله يوم القيامة بالغد لقربه ولكنه آت لا محالة قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا ولتنظر نفس ما قدمت لغد،) والمعنى أنه صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر يؤمنون بهذا فى الدنيا والآخرة والله اعلم (٥) ثم بفتح الثاء المثلثة أى ليسا حاضرين قال الحافظ وهو من كلام الراوى يعنى من كلام أبى هريرة يحكى المجلس وما وقع فيه (٦) السبع بفتح المهملة وضم الموحدة على أشهر الروايات، ومعناه من لها عند الفتن حين يترك الناش مواشيهم هملا لا راعى لها نهبة للذئاب والسباع فجعل السبع لها راعيا إذ هو منفرد بها ويكون حينئذ بضم الباء، وهذا انذار بما يكون من الشدائد، والفتن التى يهمل الناس مواشيهم فتتمكن منها السباع بلا مانع (٧) فى هذا الحديث منقبة عظيمة للشيخين أبى بكر وعمر رضى الله عنهما إذا استغرب السامعون ما خالف العادة من نطق البقرة والذئب لا يريدون به الانكار فأخبر النبى صلى الله عليه وسلم أن أبا بكر وعمر لكمال ايمانهما واطمئنان قلوبهما وسمو ادراكهما يؤمنان بما يقول دون تردد او استغراب بما عرفا من قدرة الله وبما أيقنا من صدق رسوله صلى الله عليه وسلم الذى لا ينطق عن الهوى (تخريجه) (ق مذ) (د) (ز) (٨) (سنده) حدّثنى وهب بن بقية الواسطى حدثنا عمر بن يونس يعنى اليمامى عن عبد الله بن عمر اليمامى عن الحسن بن يزيد حدّثنى أبى عن أبيه عن على الخ