وحبس الناس معه حتى تكافلوا إليه، فقال لهم هل لكم أن نهج هجعةً أو قال له قائل فنزل ونزلوا، فقال من يكلؤنا الليلة؟ فقلت أنا جعلنى الله فداك، فأعطانى خطام ناقته، فقال هاك لا تكونن لكع قال فأخذت بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبخطام ناقتى فتنحَّيت غير بعيد فخليت سبيلهما برعيان، فإنى كذلك أنظر إليهما حتى أخذنى النوم فلم أشعر بشئ حتى وجدت حرَّ الشمس على وجهى، فاستيقظت فنظرت يمينًا وشمالًا فإذا أنا بالرَّاحلتين منى غير بعيد، فأخذت بخطام ناقة النبى صلى الله عليه وسلم وبخطام ناقتى، فأتيت أدنى القوم فأيقظته، فقلت له أصليتم؟ قال لا، فأيقظ الناس بعضهم بعضًا حتى أستيقظ النبى صلى الله عليه وسلم فقال يا بلال هل لى في الميضأة يعنى الإداوة، قال نعم جعلنى الله فداءك، فأتاه بوضوء فتوضأ وضوءً لم يلتَّ منه التراب فأمر بلالًا فأذن، ثم قام النبى صلى الله عليه وسلم فصلى الركعتين قبل الصبح وهو غير عجلٍ، ثم أمره فأقام الصلاة فصلى وهو غير عجل، فقال له قائل يا نبى الله أفرطنا
وصححه الترمذي بالوحدة والله أعلم. (١) الهجوع النوم ليلا والهجع والهجعة والهجيع طائفة من الليل والمراد هنا النوم القليل. (٢) معنى اللكع في اللغة العبد ثم استعمل في الحمق والذم والمرأة لكاع كقطام وأكثر مجيئه في النداء وهو اللئيم وقيل الوسخ ويطلق على الصغير فإن أطلق على الكبير أريد به الصغير العلم والعقل، والمعنى لا تكونن كالصغير في الجهل بالوقت وغلبة النوم إياه. (٣) أي أقربهم مني (وقوله الميضأة) تقدم تفسيرها وضبطها وهي آنية الوضوء. (٤) بفتح أوله وضم ثانيه بعدهما مثناة فوقية أي لم يتساقط من ماء وضوئه شيء يختلط به التراب أي يختلط بعضه ببعض من لت السويق إذا خلطه بشيء وهو كناية عن تخفيف وضوئه صلى الله عليه وسلم. (٥) يعني في التقصير بنومنا عن الصلاة حتى خرج وقتها فأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ليس في ذلك تقصير منا فإن أرواحنا بيد الله عز وجل وليس في النوم تفريط ولا تقصير وقد أدينا ما علينا حين رد الله أرواحنا إلينا "تخريجه" أورده الهيثمي وقال روى أبو داود طرفاً منه