للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[دعاء النبى صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد وحبه له]-

(وعن أسامة بن زيد) (١) قال لما ثقل (٢) رسول الله صلى الله عليه وسلم هبطت (٣) وهبط الناس معى إلى المدينة (٤) فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أصمت فلا يتكلم (٥) فجعل يرقع يديه إلى السماء ثم يصبها على (٦) أعرف أنه يدعولى (حدثنا عارم) (٧) بن الفضل ثنا معتمر عن أبيه قال سمعت أبا تميمة (٨) يحدث عن أبى عثمان النهدى يحدثه أبو عثمان عن أسامة بن زيد قال كان نبى الله صلى الله عليه وسلم يأخذنى فيقعدنى على فخذه ويقعد الحسن بن على على فخذه الأخرى ثم يضمنا ثم يقول اللهم أرحمهما فانى أرحمهما (وفى رواية اللهم انى أحبهما فاحبهما) قال أبى قال علي بن المديني


ثلاثة أوجه احدها ان يكون فعلا متعديا متصرفا، تقول حاشيته بمعنى استثنيته ومنه الحديث انه عليه الصلاة والسلام قال اسامة احب الناس إلى ما حاشا فاطمة ما نافية، والمعنى انه عليه الصلاة والسلام لم يستتن فاطمة وتوهم ابن مالك انها المصدرية وحاشا الاستثنائية بناءا على انه من كلامه عليه الصلاة والسلام فاستدل به على انه قد يقال قام القوم ما حاشا زيدا كما قال (رايت الناس ما حاشا قريشا * فانا نحن افضلهم فعالا) ويرده ان فى معجم الطبرانى ما حاشا فاطمة ولا غيرها، وهذا الذى نقله ابن هشام عن الطبرانى يوافق رواية المسند هنا وكلاهما واضح صريح، ويؤيده صحة اللفظ الذى هنا ان الذهبى نقله فى تاريخ الاسلام فى ترجمة اسامة بن زيد قال وقال موسى بن عقبة وغيره عن سالم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احب الناس الى اسامة ما حاشا فاطمة ولا غيرها، وورى ابن سعد فى الطبقات قصة أمارة اسامة كنحو الحديث السابق من طريق زهير عن موسى بن عقبة وفى آخره قال سالم ما سمعت عبد الله يحدث هذا الحديث قط إلا قال ما حاشا فاطمة واصرح من ذلك كله ما رواه الطيالسى فى سنده عن سالم عن ابيه قال ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اسامة احب الناس الى ولم يستثن فاطمة ولا غيرها، لكن نقل الهيثمى فى مجمع الزوائد نحوه ايضا وفى آخره وكان ابن عمر يقول حاشا فاطمة وقال الهيثمى رواه ابو يعلى ورجاله رجال الصحيح، وهذه الرواية التى فى ابى يعلى متناقضة فى ظاهرها مع رواية المسند هنا ومع رواية ابن سعد فان ظاهرها استثناء فاطمة من ان اسامة احب الناس كلهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورواية المسند والروايات الأخرى تدل على الكلام عام وان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستثن فاطمة ولا غيرها ولعل رواية ابى يعلى فيها خطأ من راو او من ناسخ او هى رواية شاذة تخالف سائر الروايات والله اعلم (تخريجه) (طب ظل عل) وابن عبد البر فى الاستيعان وابن سعد فى الطبقات وسنده صحيح ورجاله ثقات (١) (سنده) حدّثنا محمد بن اسحاق حدّثنى سعيد بن عبيد بن السباق عن محمد بن اسامة بن زيد عن ابيه اسامة بن زيد الخ (غريبه) (٢) اى ضعف واثقله المرض (٣) أى نزلت من مسكنى الذى كان فى عوالى المدينة (٤) يعنى الصحابة الذين يسكنون معه فى عوالى المدينة، قيل انما قال هبطت لأنه كان يسكن العوالى والمدينة من أى جهة توجهت اليها صح فيها الهبوط لأنها واقعة فى غائط من الأرض ينحدر اليها السيل وأطرافها ونواحيها من الجوانب كلها مستعلية عليها (٥) على بناء المفعول من الاصمات، يقال أصمت العليل إذا اعتقل لسانة (٦) اى يضعها على كما صرح بذلك فى رواية الترمذى (أعرف أنه يدعو لى) أى لمحبته اياى (تخريجه) (مذ طب) وقال الترمذى هذا حديث حسن غريب (٧) (حدثنا عارم الخ) (غريبه) (٨) اسمه طريف بن مجالد قال في الخلاصة

<<  <  ج: ص:  >  >>