للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[قصة جليبيب وزواجه واستشهاده رضى الله عنه]-

خطبي إليكم فأخبرتها أمها فقالت أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ادفعونى فانه لم (١) يضيعنى فانطلق أبوها إلى رسول الله فأخبره قال: شأنك بها فزوجها جليبيبا، قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة له قال فلما أفاء الله عليه (٢) قال لأصحابه هل تفقدون من أحد قالوا نفقد فلانا ونفقد فلانا قال انظروا هل تفقدون من أحد قالوا لا قال لكنى أفقد جليبيبا قالوا فاطلبوه فى القتلى قال فطلبوه فوحدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه فقالوا يا رسول الله ها هو ذا إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه (٣) فأتاه النبى صلى الله عليه وسلم فقام عليه فقال قتل سبعة وقتلوه هذا منى وأنا منه مرتين أو ثلاثا ثم وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه وحضر له ماله سرير إلا ساعدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم وضعه فى قبره ولم يذكر أنه عسله قال ثابت فما كان فى الأنصار أيّم (٤) انفق منها، وحدث أسحق بن عبد الله بن أبى طلحة ثابتا قال هل تعلم ما دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم صب عليها الخير صبا ولا تجعل عيشها كدًا (٥) كدًا قال فما كان فى الأنصار أيم انفق منها قال أبو عبد الرحمن (٦) ما حدث به فى الدنيا أحد إلا حماد بن سلمة ما أحسنه من حديث.


الهمزة بعدها باء موحدة ساكنة فنون مفتوحة وهاء ساكنة وتقديرها أجليبيب ابنتى فأسقطت الياء ووقف على التاء وبالهاء قال أبو موسى هى هكذا فى مسند احمد بن حنبل بخط أبى الحسن بن الفرات -وخطة حجة- فى جملة مواضع أهـ ملخصا من النهاية وقولها (أجليبيب أنيه) بتكرار هذه الجملة ثلاثا وهى فى مجمع الزوائد: (الجليبيب) بزيادة اللام بعد الهمزة وإنكار أن يتزوج ابنتها جليبيب لما فيه من دمامة الخلق (١) كذا فى الأصل والمراد أنه لم يضيعنى فى هذا الاختيار ورواه الهيثمى (لن يضيعنى) (٢) من الفئ والمراد به هنا ما يؤخذ من أموال الكفار وأهليهم وديارهم بالقتال (٣) قوله قد قتلهم ثم قتلوه، المراد أنه قتل سبعة من الكفار ثم قتله أصحابهم ومن معهم (٤) النفاق بفتح النون الرواج والمراد أنه قد رغبها كثير من الأزواج بعد استشهاد زوجها وظهور بلائه ومبالغته النبى صلى الله عليه وسلم فى اكرامه (٥) بتشديد الدال الشدة والضيق وبابه رد كما فى المختار (٦) أبو عبد الرحمن كنية عبد الله بن الامام أحمد راوى الحديث عن أبيه والمراد من مقالته مدح حماد بن سلمة راوى الحديث عن ثابت بكمال الضبط وجودة الحفظ وأنه ساق الحديث على وجهه بدون اختزال أو تقديم وتأخير (تخريجه) اورده الهيثمى وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح قال وهو فى الصحيح خاليا عن الخطبة والتزويج أهـ وأفاد أيضا أنه روى نحوه أحمد والبزار عن أنس (قلت) حديث أبى برزة عند مسلم فى (فضائل الصحابة) (ج ٧ - ص ١٥٢ ط الاستانة) وحديث أنس عند أحمد فى المسند (٣ - ١٣٦ ط الحلبي).

<<  <  ج: ص:  >  >>