(١٤٠)(باب ما جاء فى فضل حارثة بن عمير بن بن عمة نس بن مالك رضى عنهما)
(عن أنس بن مالك)(١) أن حارثة (٢) خرج نظارًا (٣) فأتاه سهم فقتله فقالت أمه يا رسول قد عرفت موقع حارثة منى فان (٤) كان فى الجنة صبرت وإلا رأيت ما أصنع (٥) قال يا لأم حارثة أنها (٦) ليست بجنة واحدة ولكنها جنان كثيرة وان حارثة لفى أفضلها أو قال في أعلى الفردوس شك يزيد (أحد رجال السند) وفى لفظ (٧) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم حارثة انها جنان كثيرة وإن حارثة في الفردوس الأعلى.
(١٤٠) (باب) (سنده) (١) حدّثنا يزيد بن هارون أنا حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك الخ (٢) حارثة هو ابن سراقة بن الحارث بن عدى بن النجار الأنصارى وأمه هى الربيع -بضم الراء بعدها باء موحدة مفتوحة فتحتية مثناة مكسورة مشددة- بنت النضر ابن ضمضم بن عمرو، ينسب تارة إلى أمه وتارة إلى أبيه وأفاد الحافظ أن سراقه أباه له صحبة واستشهد يوم حنين وأمه عمة أنس بن مالك بن النضر خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم (فائدة) نسبة حارثة إلى (عمير) كما وقع فى الترجمة جاءت فى رواية لأحمد عن أنس (٣) النظار كشداد الجاسوس على العدو يرقب تحركه ويتلمسن أخباره والمنظرة بوزن المتربة موضع فى رأس جبل فيه رقيب ينظر العدو ولم يخرج حارثة الى بدر محاربا لصغر سنة كما فى رواية للبخارى عن أنس أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام فجاءت أمه إلى النبى صلى الله عليه وسلم الخ والغلام كما فى المصباح الابن الصغير (٤) ترددت فى دخول ابنها الجنة وهو من الشهداء لأنه لم يخرج للقتال وإنما خرج طليعة لجيش وفهمت هى أن درجة الشهادة للمقاتل وحده ويحتمل أن ترددها إنما كان لأنه لا يجزم لأحد من المؤمنين بدخول الجنة على التعيين إلا بنص من الشارع ولم يكن بلغها حديث جابر عند أحمد باسناد على شرط مسلم (لن يدخل النار أحد شهد بدراً) وما فى معناه أو أن الرسول صلى الله عليه وسلم انما أخبر بذلك فيما بعد (٥) قولها والا رأيت ما أصنع أى من الحزن الشديد والبكاء المتواصل ولا يلزم من ذلك النوح المحرم على أنه لو لزم منه ذلك فدوابه أن اقرار النبى صلى الله عليه وسلم لها على ذلك كان قبل تحريم النياحة فإن تحريمها كان بعد غزوة أحد وهذه القصة كانت بعد غزوة بدر (٦) أى أن الجنة ليست ذات درجة واحدة ولكنها ذات ولكنها ذات درجات كثيرة وأن ابنك فى أعلا درجاتها (٧) (سنده ومتنه) حدثنا عبد الله بن يزيد ثنا سليمان عن ثابت عن أنس قال: انطلق حارثة بن عمير نظاراً ما انطلق للقتال فأصابه سهم فقتله فجاءت أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ابنى حارثة أن يك فى الجنة أصبر وأحتسب فقال يا أم حارثة الخ (تخريجه) أخرجه البخارى والنسائى والترمذى وابن خزيمة كلهم عن أنس رضى الله عنه من عدة طرق بألفاظ متقاربة (راجع الاصابة) (قلت) أخرجه البخارى فى باب من أصابه سهم غرب من كتاب الجهاد وفى فضل من شهد بدراً من كتاب المغازى وفى صفة الجنة من كتاب الرقاق