للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا فيه: من حاطب بن ابى بلتعة إلى ناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا حاطب ما هذا قال لا تعجل على، إنّى كنت امراً ملصقاً فى قريش ولم أكن من أنفسها وكان من كان معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة فأحببت إذ فاننى ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يداً يحمون بها قرابتى وما فعلت ذلك كفراً ولا ارتداداً عن دينى ولا رضاً بالكفر بعد الاسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قد صدقكم فقال عمر رضى الله عنه إنه قد صدقكم فقال عمر رضى الله عنه دعنى أضرب عنق هذا المنافق فقال انه قد شهد (١) بدراً وما يدريك (٢) لعل الله قد أطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وفى لفظ (٣) فقد وجبت لكم الجنة فأغرورقت عينا عمر رضى الله عنه وقال: الله تعالى ورسوله أعلم.

(١٤٤) (عن جابر بن الله) (٤) أن حاطب بن أبى بلتعة رضى الله عنه كتب إلى مكة


خاخ" موضع بين مكة والمدينة "الظعينة" المرأة "تعادى بناخيلنا" تجرى مسرعة وأصله تتعادى (لنقلبن) كذا بالاصل بقاف بعدها لام موحدة والمعروف والمشهور فى الروايات (لنقلين) بتقديم اللام الثانية على القاف ثم ياء تحتية مثناة (عقاصها) جمع عقيصة وهى الضفيرة من شعر الرأس (١) (إنه قد شهد بدرا) ظاهره أن العلة فى ترك قتله هى شهوده بدراً وهو دليل لمن يقول بقتل الجاسوس ولو كان من المسلمين (٢) وقوله (لعل الله قد اطلع) الخ فيه بشارة عظيمة لاهل بدر لم تقع لغيرهم رضى الله عنهم. والترجى فى كلام الله وكلام رسوله معناه الوقوع والحصول. والمراد من قوله (اعملوا ما شئتم) الخ أنالذنوب إن وقعت منهم يغفرها الله عز وجل لهذه السابقة وقيل المراد أنهم إذا أذنبوا ذنبا يوفقهم الله إلى التوبة منه وبذلك يغفر لهم ويتجاوز عن سيئاتهم قال الحافظ: واتفقوا على أن البشارة المذكورة هى فيما يتعلق بأحكام الاخرة لا بأحكام الدنيا من الحدود وغيرها والله أعلم أهـ (٣) (سنده) حدّثنا عفان ثنا أبو عوانة ثنا حصين حدّثنى سعد بن عبيدة قال تنازع أبو عبد الرحمن السلمى وحبان بن عطية فقال أبو عبد الرحمن لحبان قد علمت ما الذى جرأ صاحبك يعنى عليا رضى الله عنه قال فما هو لا أبالك قال قول سمعته من على رضى الله يقوله قال بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ (تخريجه) أخرجه الشيخان وغيرهما فالبخارى من الطريق الأولى فى باب غزوة الفتح ومن القانية فى باب فضل من شهد بدراً وأخرجه مسلم من الطريقين فى باب فضائل أهل بدر من كتاب فضائل الصحابة رضى الله عنهم وقد زادا فى آخر الرواية الأولى من بعض طرقها فأنزل الله السورة (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق) إلى قوله (فقد ضل سواء السبيل) وقد تقدم هذا الحديث فى باب ما يفعل بالجاسوس الخ من كتاب الجهاد فى الجزء الرابع عشر ص ١١٠ و ١١١.
(١٤٤) (سنده) (٤) حدّثنا حجين ويونس قالا ثنا الليث بن سعد عن أبى الزبير عن جابر ابن عبد الله الخ (تخريجه) قال الحافظ بن كثير فى تاريخه تفرد بهذا الحديث من هذا الوجه الامام أحمد وأسناده على شرط مسلم اهـ

<<  <  ج: ص:  >  >>