للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في خزيمة بن ثابت الأنصارى صاحب الشهادتين رضى الله عنه]-

الأعرابي فطفق رجال يعترضون الاعرابى فيساومون بالفرس لا يشعرون أن النبى صلى الله عليه وسلم ابتاعه حتى زاد بعضهم الأعرابى فى السوم على ثمن الفرس الذى ابتاعه به النبى صلى الله عليه وسلم فنادى الاعرابى النبى صلى الله عليه وسلم فقال ان (٢) كنت مبتاعا هذا الفرس فابتعه والا بعته فقام النبى صلى الله عليه وسلم حين سمع نداء الاعرابى فقال أوليس قد ابتعته منك قال الاعرابى لا والله ما بعتك فقال النبى صلى الله عليه وسلم بلى قد ابتعته منك فطفق الناس يلوذون (٢) بالنبى صلى الله عليه وسلم والاعرابى وهما يتراجعان فطفق الاعرابى يقول هلم (٣) شهيدًا يشهد انى بايعتك فمن جاء من المسلمين قال للاعرابى ويلك النبى صلى الله عليه وسلم لم يكن ليقول إلا حقا حتى جاء خزيمة فاستمع لمراجعة النبى صلى الله عليه وسلم ومرجاعة الاعرابى فطفق الاعرابى يقول هلك شهيدًا يشهدنى بايعتك قال خزيمة انا أشهد أنط قد بايعته فأقبل النبى صلى الله عليه وسلم على خزيمة فقال بم تشهد فقال (٤) بتصديقك يا رسول الله فجعل (٥) النبى صلى الله عليه وسلم شهادة خزيمة شهادة رجلين.

(حدثنا عبد الله) حدّثنى أبى ثنا عثمان بن عمر هو ابن فارس أبا يونس عن الزهرى عن ابن (٦) خزيمة بن ثابت الأنصارى صاحب الشهادتين عن عمه أن خزيمة بن ثابت الأنصاري


(١) إن كنت مبتاعًا هذا الفرس أى مريدا لشرائه فاتبعه اى فاشتراه (٢) يلوذون الخ أى يحيطون بهما ويستمعون إلى حوارهما أى (٣) هلم شهيداً أى هات شاهداً يشهد على ما تقول (٤) بتصديقك أى بمعرفة أنك صادق فى كل ما تقول أو بسبب أنى صدقتك فى انك رسول الله ومعلوم أن الرسول لا يكذب فيما يخبر به (٥) اى فحكم بذلك وصار شرعا اما بوحى جديد او بتفويض منه تعالى فى مثل هذه الامور قال السندى والمشهور أنه رد الفرس بعد ذلك على الاعرابى فمات من ليلته عنده.
(تخريجه) أخرجه أبو داود والنسائى وسكت عنه المنذرى وأبو داود فالنسائى أخرجه فى باب التسهيل فى ترك الاشهاد على البيع، وأخرجه هذا حديث يضعه كثير من الناس فى غير موضعه وقد تذرع به قوم من أهل البدع إلى استحلال الشهادة لمن عرف عنده بالصدق على كل شئ أدعاه وانما وجه الحديث ومعناه أن النبى صلى الله عليه وسلم أنما حكم على الأعرابى بعلمه إذ كان النبى صلى الله عليه وسلم صادقاً فى قوله وجرت شهادة خزيمة فى ذلك مجرى التوكيد لقوله والاستظهار بها على خصمه فصارت فى التقدير كشهادة رجلين فى سائر القضايا (انتهى) وظاهره أن اعتبار شهادته كذلك خاص بتلك الحادثة ويناقضه ما أخرجه الطبرانى عن عمارة بن خزيمة عن أبيه أن النبى صلى الله عليه وسلم اشترى فرسا من سواد بن الحارات فجحده فشهد له خزيمة بن ثابت فقال به بم تشهد ولم تكن حاضراً قال بتصديقك وأنك لا تقول غلا حقا فقال النبى صلى الله عليه وسلم من شهد له خزيمة أو عليه فحسبه، قال الهيتمى رجاله كلهم ثقات قال الحافظ فى الفتح وفيه فضيلة الفطنة فى الامور وأنها ترفع منزلة صاحبها لأن السبب الذى أبداه خزيمة حاصل فى نفس الامر يعرفه غيره من الصحابة وإنما هو لما اختص يتفطنه لما غفل عنه غيره مع وضوحه جوزى على ذلك بان خص بفضيلة من شهد له خزيمة او عليه فحسبه. أهـ من تفسير سورة الاحزاب (٨ - ٣٩٩) ط الأميرية.
(١٦٦) (غريبه) (٦) ابن خزيسمة اسمه عمارة وعمه صحابى كما صرح به فى الحديث السابق (تخريجه) لم أقف

<<  <  ج: ص:  >  >>