للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في فضائل سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه]-

(١٩٣) (وعن مصعب بن سعد) قال أنزلت فى أبى أربع آيات، قال قال أبى اصبت سيفًا قلت يا رسول الله نفلنيه قال ضعه، قلت يا رسول الله نفِّلنيه أجعل كمن لا غناء له؟ قال ضعه من حيث أخذته فنزلت {يسئلونك الأنفال} قال وهى فى قراءة ابن مسعود كذلك قل الانفال، وقالت أمى اليس الله يأمرك بصلة الرحم وبر الوالدين والله لا آكل طعامًا ولا اشرب شرابا حتى تكفر بمحمد فكانت لا تأكل حتى يشجروا فمها بعصا فيصبوا فيه الشراب قال شعبة وأراه قال والطعام فأنزلت {ووصينا الانسان بوالديه حملته امه وهنا على وهن} وقرأ حتى بلغ {بما كنتم تعملون}، ودخل علىّ النبى صلى الله عليه وسلم وأنا مريض قلت يا رسول الله أوصى بمالى كله فنهانى قلت النصف قال لا قلت الثلث فسكت فاخذ الناس به، وصنع رجل من الانصار طعامًا فأكلوا وشربوا وانتشوا من الخمر وذاك قبل أن تحرم فاجتمعنا عنده فتفاخروا وقالت الانصار: الأنصار خير، وقالت المهاجرون: المهاجرون خير، فاهوى له رجل بلحى جزور ففزر انفه فكان أنف سعد مفزورًا فنزلت {يا أيها الذين آمنوا انما الخمر والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون}


قال أحمد ليس به بأس فى أحاديث الرقاق، وقال ابن معين لا يكتب حديثه، وقال عمرو بن على الفلاس وأبو زرعة ضعيف وقال أبو حاتم منكر الحديث فيه غفلة يحدث بالمناكير عن الثقات اهـ وللحديث شواهد (منها) ما رواه النسائى باسناد رواته ثقات عن أنس بن مالك وما رواه أحمد بأسناد على شرط الشيخين عنه أيضًا بالقصة مطولة (ومنها) ما رواه البيهقى عن سالم بن عبد الله عن أبيه بالقصة مطولة (تنبيه) حديث أنس بن مالك عند أحمد بالقصة مطولة فى الفتح الربانى فى الجزء التاسع عشر ص ٢٣٧ و ٢٣٨ فى باب ما جاء فى الترهيب من الحسد والبغضاء والغش وفى الشرح تخريجه عن المنذرى بإستيفاء.
(١٩٣) (١) (سنده) حدّثنا يحيى بن سعيد عن شعبة حدّثنى سماك بن حرب عن مصعب ابن سعد الخ والحديث من نوع المرفوع لقوله فيه قال أبى (٢) "أنزلت فى أبى أربع آيات" فصلها فى الحديث بأنها آية الأنفال واية لقمان فى بر الوالدين وعدم الزيادة على الثلث فى الوصية وآية المائدة فى تحريم الخمر ومن الواضح أن تحريم الزيادة على الثلث فى الوصية ثابت بالسنة لا بالقرآن وحينئذ فعد الايات أربعا ليس بظاهر إلا أن يقال إن ذلك من قبيل التغليب أو يقال المراد بالايات الأحكام (٣) اصابة السيف كانت فى غزوة بدر "نفلنيه" بصيغة الأمر معناه أعطنيه "أجعل كمن لا غناء له" أى أأجعل كذلك بحذف همزة الاستفهام والغناء بالفتح والمد النفع (فنزلت يسألونك الانفال قال وهى فى قراة ابن مسعود كذلك) اى بحذف (عن) وأما القراءة المتواترة فبذكرها. أفاد الألوسى أن القراءة بحذفها هى قراءة ابن مسعود وسعد بن أبى وقاص وعلى بن الحسين وزيد ومحمد الباقر وجعفر الصادق وطلحة بن مصرف والسؤال على هذه القرآءة يراد به طلب العطاء ولما نزلت آية الأنفال أعطاه صلى الله عليه وسلم السيف الذى كان يريده ففى رواية الترمذى من طريق عاصم بن بهدلة عن مصعب بن سعد عن أبيه (فقال انك سألتنى وليست لى وقد صارت) أى الغنيمة (لى وهو لك) (٤) الشجر بفتح أوله وتسكين ثانيه بفتح الفم وقوله (يشجروا فمهالا بعصا) معناه يدخلوا فى شجره عودًا حتى يفتحوه به (٥) (انتشوا)

<<  <  ج: ص:  >  >>