للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في فضائل سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه]-

القصر قال: انقطع الصويت، فبعث إليه محمد بن مسلمة فلما قدم أخرج زنده وأورى ناره وابتاع حطبًا بدرهم، وقيل لسعد أن رجلا فعل كذا وكذا فقال ذاك محمد بن مسلمة خرج إليه فحلف بالله ما قاله فقال نؤدى عنك الذى تقوله ونفعل ما أمرنا به فأحرق الباب، ثم أقبل يعرض عليه أن يزوده فأبى، فخرج فقدم على عمر رضى الله عنه فهجّر إليه فصار ذهابه ورجوعه تسع عشرة فقال: لولا حسن الظن بك لرأينا أنك لم تؤد عنا، قال بلى. أرسل يقرأ السلام ويعتذر ويحلف بالله ما قاله قال فهل زودك شيئًا قال لا قال فما منعك أن تزودنى أنت، قال أنى كرهت أن آمر لك فيكون لك البارد ويكون لى الحار، وحولى أهل المدينة قد قتلهم الجوع وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يشبع الرجل دون جاره.

(باب ما جاء فى سعد بن عبادة الأنصارى سيد الخزرج رضى الله عنه)

(١٩٦) (عن قيس بن سعد بن عبادة رضى الله عنهما) قال زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في


ويجعلها منزل ثبات ثم كتبا إلى سعد بالخبر فأمر باختطاط الكوفة وسار اليها فى المحرم سنة ١٧ هـ فكان أول بناء وضع فيها المسجد ثم اتخذ الناس منازلهم حوله وبنى سعد قصرًا تلقا. محراب المسجد للامارة وبيت المال وكان قريبا من السوق فكانت غوغاء الناس تمنع سعدًا من الحديث فكان يغلق بابه ويقول سكت الصويت، فلما بلغت هذه الكلمة عمر بن الخطاب بعث محمد بن مسلمة فأمره إذا انتهى إلى الكوفة أن يحرق باب القصر ثم يرجع من فوه فلما انتهى إلى الكوفة فعل ما أمره به عمر وأمر سعدا أن لا يغلق بابه عن الناس ولا يجعل على بابه أحدًا يمنع الناس عنه فامتثل ذلك سعد، وعرض على محمد ابن مسلمة شيئا من المال يستعين به على السفر فامتنع ورجع إلى المدينة فى مدة وجيزة واستمر سعد بعد ذلك فى الكوفة ثلاث سنين ونصفا حتى عزله عنها عمر من غير عجز ولا خيانة (١) الزند بفتح أوله العود الذى يقدح به النار وهو الأعلى و (الزندة) السفلى فيها ثقب فاذا اجتمعا قيل زندان والجمع زناد بالكسر وأزناد وأزند اهـ مختار وقوله (أورى ناره) أى أوقد (٢) لعل سبب معرفته اياه أن عمر خصصه للسفارة بينه وبين أمراء الأمصار (٣) أى ما قال القول المنسوب اليه وهو (انقطع الصويت) وذلك لأنه يشعر أنه يؤثر راحته على قضاء مآرب المسلمين (٤) فاعل أقبل ضمير يعود على سعد رضى الله عنه والمراد أنه عرض على محمد بن مسلمة ما لا يكون له عونا على قطع الطريق الى المدينه فأبى (٥) أى عجل بالرجوع إلى عمر مع طول المسافة بين المدينة والكوفة حتى قال له عمر لولا حسن الظن بك لرأينا أنك لم تؤد عنا (٦) كره عمر أن يزود محمد بن مسلمة بشئ من المال يستعين به على مواصلة السعى إلى سعد بالكوفة وأهل المدينة جياع فيكون عليه الأثم ولمحمد بن مسلمة الغنم (٧) لا نافية أو ناهية والفعل بعدها مرفوع فى الأول ومجزوم فى الثانى (تخريجه) أورده الهيثمى فى مجمع الزوائد وقال رواه أحمد وأبو يعلى ببعضه ورجاله رجال الصحيح إلا أن عباية بن رفاعة لم يسمع من عمر اهـ
(١٩٦) (باب) (٨) (سنده) حدّثنا الوليد بن مسلم ثنا الاوزاعى قال سمعت يحيى بن

<<  <  ج: ص:  >  >>