فصل في تفنيد ما وجه إلى أبي هريرة (رضي الله عنه) من المطاعن وتبديد ما أحيطت به روايته من الشكوك والشبهات تعرض هذا الصحابي الجليل لحملة من المطاعن يراد بها التشكيك في أحاديثه التي تلقاها المسلمون بالقبول، وقد أثار هذه المطاعن طائفة من المستشرقين والملحدين وخدع بها كثير ممن لم ترسخ أقدامهم في العلم، ولم تنضج ملكتهم في البحث، فراحوا يرددون هذه المطاعن على أنها حقائق يقضي بها العلم والتمحيص، وقد رأينا أن نذكر في هذا الفصل طائفة من تلك المطاعن ثم نتبعها بالرد عليها لنبين مدي الافتيات على هذا الصحابي الجليل، والرواية الثبت الأمين، وأن الذين تولوا أكبر هذا الأثم لم يكونوا على شيء من العلم والأنصاف، وإنما يريدون من وراء ذلك الطعن في الإسلام من طريق تجريح رواه الحديث وحملته فنقول وبالله التوفيق.