للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في الرميصاء أم سليم بنت ملحان (رضي الله عنها)]-

أن نحكه حتى يحنكه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال أمعك شيء فلت تمرات عجوة فأخذ بعضهم فمضغهن ثم جمع بزاقه فأوجره أياه فجعل يتلمظ فقال حب الأنصار التمر قال نلت يا رسول الله سمه قال هو عبد الله.

(عن أنس بن مالك) قال، كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يدخل بيت أم سليم، ويناك على فراشها، وليست في بيتها قال: فأنت يومًا فقيل لها، هذا النبي (صلى الله عليه وسلم) نائم على فراشك، قالت فجئت وذاك في الصيف فعرق النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى استنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش فجعلت أنشف ذلك العرق وأعصره في قارورة، ففزع وأنا أصنع ذلك فقال ما تصنعين يا أم سليم قلت يا رسول الله نرجو بركنه لصبياننا قال أصبت.


(أو يسمها) من الوسم وهو الكي بقصد أن تتميز عن غيرها والحديدة التي يكوي بها هي (الميم) وكلمه (أو) للشك من الراوي في اللفظ الذي سمعه (١) قوله (فأجره أياه) أي أدخله في فمه قال في المختار (الوجود) بالفتح الدواء الذي يوجّرُ في وسط الفم أي يصب تقول (وجزت) الصبي و (أوجرته) بمعني أهـ (٢) يتلمظ قال في المختار لمظ من باب نصرو (تلمظ) إذا تتبع بلسانه بقية الطعام في فمه وأخرج لسانه فمسح به شفته أهـ (٣) قوله (حب الأنصار التمر) قال النووي روى بضم الحاء وكسرها فالكسر بمعني المحبوب وعلى هذا فهو مبتدأ خبره التمر أي محبوب الأنصار التمر وما من ضم الحاء فهو مصدر وفيه على هذا وجهان (النصب) على أنه مفعول لمحذوف وهو الأشهر والتقدير أنظروا حب الأنصار التمر والوجه الثاني (الرفع) على أنه مبتدأ محذوف الخبر والتقدير حب الأنصار النمر عادة لهم من صفرهم وكلمة (النمر) منصوبة بالمصدر وهم كلمة (حب) على الوجهين أهـ ملخصًا (تخريجه) أخرجه الشيخان عن أنس رضي الله عنه من طرق فالبخاري أخرجه من طريق أسحق بن عبدا لله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك في باب من لم يظهر حزنه عند المصيبة من كتاب الجائر ومن طريق أنس بن سيرين عن أنس في باب استحباب تحنيك المولود عند ولادته من كتاب الأدب من طريق ثابت عن أنس في فضائل أبي طلحة الأنصاري من كتاب الفضائل وبين الروايات تفاوت بالزيادة والنقص وتغاير في بعض الألفاظ وأورده الأمام أحمدمطولاً عن أنس من طريق ثابت وأن سيرين راجع الجزء ١٩ س ١٤٥، ١٤٦، ١٤٧ من الفتح الرباني وشرحه.
(٤٣٩) (سنده) (٤) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا هاشم ثنا عبد العزيز عن أسحق عن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال الخ وهاشم هو ابن القاسم أبو النضر وعبد العزيز هو أبن أبي سلمة (غريبة وشرحه)) (٥) كانت أم سليم هذه هي وأختها أم حرام بنت ملحان خالتين لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) من جهة الرضاع وكان منزلهما بفباء وكانا لي مكان معاً في دار واحدة رضي الله عنهما فكان (صلى الله عليه وسلم) يدخل عليهما خاصة لا يدخل علي غيرهما من النساء إلا أزواجه الطاهرات وفي الصحيح عن أنس قال كان النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يدخل على أحد من النساء إلا على أزواجه إلا أم سليم فأنه كان يدخل عليها فقيل له في

<<  <  ج: ص:  >  >>