للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في الرميصاء أم سليم بنت ملحان (رضي الله عنها)]-

وفي (رواية عن أنس) قال: كان النبي يقيل عند أم سليم وكان من أكثر الناس عرقًا فاتخذت له نطعًا فكان يقيل عليه وخطت بين رجليه خطأ فكانت، تنشف العرق فتأخذه فقال ما هذا يا أم سليم قالت عرقك يا رسول الله أجعله في طيي ندعا لها بدعاء حسن (وفي رواية عنه) قال، كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأتي بيت أم سليم فينام على فراشها وليست أم سليم في بيتها فتأبي فتجده نائمًا، وكان علية الصلاة والسلام إذا نام ذف عرقًا فتأخذ عرقه بقطنه وتعصره في قارورة تجعله في مسكها.

(عن حميد عن أنس) قال. دخل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أم سليم فأتته بثمر وسمن وكان صائمًا، فقال أعيدوا تمركم في وعائه، وسمنكم في سقائه، ثم قام إلى ناحية البيت نصلي ركعتين، فصلينا معه، ثم دعا لأم سليم ولأهلها بخير فقالت أم سليم يا رسول الله إن


ذلك فقال أني أرحمها قتل أخوها معي والمحققون من العلماء على أن من خصائصه (صلى الله عليه وسلم) جواز الخلوة بالمرأة الأجنبية لأن الله قد عصمه وطهره ظاهرًا وباطنًا (صلى الله عليه وسلم) فلا يشكلن عليك دخوله (صلى الله عليه وسلم) على أم سليم وأختها لأنهما خالتاه من الرضاعة ولأن الله قد عصمه فجاز له الدخول حتى على المرأة الأجنبية (العرق) بفتحتين الذي يرشح من مسام الجلد وقد (عرق) من باب طرب وقوله (حتى استنقع عرقه) أي اجتمع وثبت (والأديم) كما في الصباح الجلد المدبوغ والجمع أدم بفتحتين وبضمتين أيضًا وهو القياس مثل بريد وبرد أهـ (أنشف) أي أجحفه بقطنه مثلاً ثم أعصر تلك القطنة في قارورة قال في المختار نشف الثوب العرق ونشف الحوض الماء شربه وبابه فهم أهـ (فزع) أي استيقظ من نومه قاله النووي (١) (سندها) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا أسحاق بن منصور يعني السكوتي ثنا عمارة يعني ابن زادان عن ثابت عن أنس قال الخ (غريبة) (٢) بفتح أوله وكسر القاف أي ينام عندها وقت الظهيرة (٣) المراد أعدت جلدًا مدبوغًا وضعته فوق الفراش ليتجمع العرق فيه وضغت عليه من جهة الرجلين حتى كان فيه ما يشبه القناة قال في المصباح المتخذ من الأديم معروف وفيه أربع لغات فتح النون وكسرها ومع كل واحد فتح الطاء وسكونها والجمع الطاع ونطوع أهـ (٤) أي أخلطه به.
(٥) (سندها) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا محمد بن عبد الله ثنا حميد عن أنس قال الخ (غريبة) (٦) قوله ذف عرقًا أي تصيب عرقًا والمادة تدل على الإسراع والجريان قال في المصباح ذف الشيء يذف من باب ضرب أسرع فهو ذفيف أهـ (تخرجيه) أخرجه الشيخان عن أنس من عدة طرق فالبخاري أخرجه مختصرًا من طريق ثمامة من باب من زار قومًا فقال عندهم من كتاب الاستئذان ومسلم أخرجه من طريق ثابت وأسحاق كلاهما عن أنس من مسنده ومن طريق أبي قلابة عن أنس عن أم سليم من مسندها كل ذلك في باب طيب عرق النبي (صلى الله عليه وسلم) والتبرك به من كتاب الفضائل (٤٣٧) (٧) هذا الحديث تقدم بسنده وشرحه وتخريجه في باب ما جاء في فضل أنس بن مالك من هذا الجزء ص ٢٠٣ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>