للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في أم أيمن (رضي الله عنها)]-

أهلي أمروني أن آتي النبي (صلى الله عليه وسلم) فأسأله الذي كان أهله أعطوه أو بعضه، وكان نبي الله (صلى الله عليه وسلم) قد أعطاه أم أيمن أو كما شاء الله قال فسألت النبي (صلى الله عليه وسلم) فأعطانيهن فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي وجعلت تقول كلا والله الذي لا إله إلا هو لأيعطيكهن وقد أعطانيهن أو كما قال، فقال نبي الله (صلى الله عليه وسلم) لك كذا وكذا وتقول، كلا والله قال ويقول، لك كذا وكذا قال حتى أعطاها، فحسبت أنه قال، عشر أمثالها أو قال، قريبًا من عشر أمثالها أو كما قال

حرف الباء الموحدة إلى الحاء مهمل (حرف الحاء المهملة)


المدينة غدروا بالنبي (صلى الله عليه وسلم) وهموا أن يقتلوه غيلة فحاصرهم حق نزلوا على الجلاء وعلى أن لهم ما أقلت الإبل من الأمنعة والأموال إلا السلاح فلحق أكثرهم بخيبر وذهبت طائفة منهم على الشام وأنزل الله فيهم سورة الحشر بأسها وكانت أموالهم (صلى الله عليه وسلم) خاصة يضعها حيث شاء لأنها عالم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا راب فقسم (صلى الله عليه وسلم) الدور والأموال بين المهاجرين ليرفع بذلك مؤونتهم عن الأنصار إذا كانوا قد قاسموهم ديارهم وأموالهم عن الهجرة وأمسك الأرض والنخيل يدخر منها قوت أهله وأزواجه كل سنة وما فضل جعله في السلاح والكراع وكانت هذه الغزوة فيما روي الزهري عن عروة على رأس ستة أشهر من وقعة بدر وقال ابن أسحق كانت في سنة اربع بعد أحد وبئر معونة (بنو قريظة) (بضم القاف وفتح الراء وسكون الياء التحتية وهم قبيلة أخرى من اليهود نزلوا قلعة حصينة بقرب المدينة فنسبت إليهم وكانت غزوته بعد الانتهاء من غزوة الخندق والمشهور أن الخندق كانت في السنة الرابعة وقال ابن إسحق كانت في السنة الخامسة وكان من أمرهم أنهم نقضوا العهد وانضموا إلى الأحزاب التي أرادت استئصال المسلمين بالمدينة فنصر الله المسلمين على عدوهم وأرسل عليهم ريحًا وجنودًا لم يروها فجلو عن المدينة ثم سار (صلى الله عليه وسلم) إلى منازل بني قريظة وحصروهم فحاصرها خمسًا وعشرين ليلة حتى أجهدهم الحصار وقذف الله في قلوبهم الرعب فنزلوا على حكم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فحكمّ فيهم سعد بن معاذ سيد الأوس فحكم أن تقتل الرجال وتسبي الذاري والنساء وتقسم الأموال فقال (صلى الله عليه وسلم) لقد حكمت فهيم بحكم الله من فوق سبع سموات وفيهم يقول الله تعالي في سورة الأحزاب (وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقًا تقتلون وتأسرون فريقاً وأورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأرضًا لم تطؤوها وكان الله على كل شيء قديرًا (١) ظننت أم أيمن أن النخلات الممنوحة لها كانت هبة مؤبدة وتمليكًا لأصولها ففعلت مع أنس رضي الله عنه ما فعلت وارد النبي (صلى الله عليه وسلم) استطابة قلبها في استرداد ثلث النخلات فما زال يزيدها في العوض حتى بلغ عشر أمثالها فرضيت وكل هذا تبرع منه (صلى الله عليه وسلم) وإكرام لها لما لها من حق الحضانة والتربية والقائل (فحسبت أنه قال الخ) هو سلميان التيمي الراوي عن أنس رضي الله عنه (تخريجه) أخرجه الشيخان من طريق معتمر به البخاري في باب مرجع النبي (صلى الله عليه وسلم) من الأحزاب من كتاب المغازي وأخرجه مسلم في باب رد المهاجرين إلى الأنصار منائحهم من الشجر والثمر حين استغنوا عنها بالفتوح من كتاب الجهاد والسير:

<<  <  ج: ص:  >  >>