للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[ما جاء في أم حرام خالة أنس بن مالك (رضي الله عنهما)]-

(وعنه أيضًا) قال أتكأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند أبنه ملحان قال فرفع رأسه فضحك فقالت مم ضحكت يا رسول الله فقال من أناس من أمتي يركبون هذا البحر الأخضر غزاة في سبيل الله مثلهم كمثل الملوك على الأسرة قالت أدع الله يا رسول الله أن يجعلني منهم فقال اللهم أجعلها منهم فنكحت عبادة الصامت (رضي الله عنه) قال فركبت في البحر مع ابنة قرظة حتى إذا هي فقلت ركبت دابة لها بالساحل


والشهبة في الألوان بالضم هي كما في المختار البياض الغالب على السواد وكان موتها (رضي الله عنها) بعد ما رجعت من غزو قبرص حينما نزلت بساحل الشام ففي رواية البخاري وابن ماجة من طريق الليث عن يحيي بن سعيد بهذا الإسناد (فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازية أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية بن أبي سفيان فلما انصرفوا من غزاتهم قافلين نزلوا الشام فقربت غليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت) (هو ذكر بعضهم أنها ماتت بجزيرة قبرص ودفنت بها وحقق الحافظ في كتاب الاستئذان من الفتح أن التي ماتت بقبرص في غزوة أخرى هي أختها أم عبد الله بنت ملحان وهي غير أم سليم (تخريجه) أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة في كتاب الجهاد من طريق يحيي بن سعيد بهذا الإسناد وترجم البخاري عليه عدة تراجم منها باب فضل من يصرع في سبيل الله فمات الخ وترجم علهي الباقون (فضل الغزو في البحر) (فائدة) في حديث أم حرام أن حكم الراجع من الغزو حكم الذاهب إليه في الثواب وفي الحديث من صرع عن دابته في سبيل الله فمات فهو شهيد رواه الطبراني عن عقبة بن عامر مرفوعًا قال الحافظ وإسناده حسن.
(٤٢٢) (سنده) (١) حدّثنا عبد الله حدذني أبي ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري قال سمعت أنس بن مالك يقول الحديث وزائدة وابن قدامه ورواه معاوية أيضًا عن أبي إسحاق إبراهيم بن الحارث عند أحمد وغيره كالبخاري (غريبة) (٣) هي أم حرام خالة أنس بن مالك المذكورة في الحديث السابق وكان بيتها بقباء فكان (صلى الله عليه وسلم) يقبل عندما وينام ويأكل وكانت (رضي الله عنها) خالته (صلى الله عليه وسلم) من الرضاعة كما قال بن وهب (٣) قوله (هذا البحر الأخضر) هو بحر الروم المعروف الآن بأنه (الأبيض المتوسط) قال الزركشي المراد بكلمة (الأخضر) الأسود وقال الكرماني الأخضر صفة لازمة للبحر لا مخصصة إذا كل البحار خضر قال فإن قلت الماء بسيط لا لون له قلت تتوهم الخضرة من انعكاس الهواء الهوا ءوسائر مقابلاته إليه أهـ (٤) (قوله اللهم أجعلها منهم) وقع بد هذه الجملة اختصار في الرواية يعلم من حديث أم حرام السابق كما يعلم أيضًا من رواية البخاري في باب غزو المرأة في البحر من كتاب الجهاد (٥) ظاهرة أنها تزوجته بعد هذه المقالة وهو صريح رواية مسلم (فتزوجها عبادة بن الصامت بعد) أي بعد رؤياه (صلى الله عليه وسلم) وقبل الغزو وقال بن التين المراد من زواجه بها مراجعته إياها بعد إن طلقها (٦) قوله فركبت في البحر مع أبنه قرظة هي زوج معاوية بن أبي سفيان أمير الشام وقائد الحمدة على جزيرة قبرص سنة ثمان وعشرين في عهد عثمان وأبوها قرظة (بفتح القاف والراء والظاء المعجمة) هو أبن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف وهي قرشية نوفلية وكان لها أخ أسمه مسلم قتل يوم الجمل مع عائشة وأما أبوها فقد مات كافرًا أفاد الحافظ (تنبيه) وقع في نسخ المسند (مع أبنها قرظة) وهو خطأ كما يعلم بمراجعة كتب الرجال وصحيح البخاري وشراحه في باب غزو المرأة في البحر (٧) أي رجت من الغزو (ركبت دابة لها بالساحل) أي ساحل الشام (فوقعت

<<  <  ج: ص:  >  >>