للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[أويس القرني]-

أويس وله والدة وكان به بياض فدعا الله عز وجل فأذهبه عنه غلا موضع الدرهم في سرته) فاستغفر له ثم دخل في غمار الناس فلم يدر أين وقع، قال فقدم الكوفة قال وكنا تجتمع في حلقة فنذكر الله وكان يجلس معنا فكان إذا ذكر هو وقع حديثه في قلوبنا موقعًا لا يقع حديث غيره فذكر الحديث.

(وعن عبد الرحمن بن أبي ليلي) قال نادي رجل من أهل الشام يوم صفين أفيكم أويس القرني قال نعم قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: إن من خير التابعين أويسا القرني.


حياته (صلى الله عليه وسلم) وآمن به ولم يلقه فلم يعد في الصحابة وقد أخبر (صلى الله عليه وسلم) أنه من التابعين والحديث صريح في أنه أفضلهم وأما قول أحمد وغيره (أفضل التابعين سعيد بن المسيب) فمرادهم أنه أفضلهم في العلوم الشرعية لا في المنزلة عند الله عز وجل (١) لا يتوهم أنه أفضل من عمر ولا أن عمر غير مغفور له للإجماع على أن عمر أفضل فإنه صحابي وأوس تابعي وإنما المقصود الأخبار بأنه مستجاب الدعوة وإرشاد عمر إلى الازدياد من الخير والحديث من دلائل نبوته (صلى الله عليه وسلم) لأنه أخبر عن أسمه وأسم أبيه ونعته وقبيلته وأنه يجتمع بعمر وكل لك غيب فكان كذلك ولفظ مسلم في بعض رواياته (يأتي عليكم أويس بن عامر مع إمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه الأموضع درهم، له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لأبره فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل) (٢) قوله (في غمار الناس) هو بضم الغين المعجمة وفتحها أي في زحمة الناس بحيث لايعرف ولا يفطن له (٣) قوله (فنذكر الله) هو بتشديد الكاف من التذكير ولفظ الجلالة منصوب والمعني فنخوف الناس الله أي عقاب الله وعذابه (تخريجه) روي مسلم في كتاب الفضائل هذا الحديث بأتم من هذا من طريق زيادة بن أوفي عن أسير بن جابر ورواه أيضًا من طريق عفان بن مسلم حدّثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر عن عمر بن الخطاب قال أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول أن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والده وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم ورواه أيضًا من طريق سعيد الجرري بهذا الإسناد مختصرًا وفيه ما ليس في بقية الروايات والله أعلم.
(٤٥٧) (سنده) (٤) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا أبو نعيم قال ثنا شركي عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليل قال الخ (غريبة) (٥) قال في القاموس، صفّين كسجين موضع قرب الرقة بشاطئ الفرات كانت به الوقعة العظمي بين على ومعاوية غرة صفر سنة ٣٧ أهـ (٦) (أويس) تصغير أوس ومعناه في الأصل العطية و (القرني) بفتح القاف والراء نسبة إلى قرن بن ردمان بن ناجيه بن مراد أحد أجداده (٧) جمع مفرده تابع والمراد بهم من تبعه (صلى الله عليه وسلم) بإحسان (فائدة) لأهل الحديث اصطلاح خاص في معني التابع أو التابعي قال الخطيب هو من صحب صحابيًا وقيل من لقيه وأن لم يصحبه قال العراقي وعليه عمل الأكثرين من أهل الحديث واشترط بن حبان أن يكون رآه في سن من يحف ظعنه فإن كان صغيرًا لم يحفظ عنه فلا عبرة برؤيته ومن التابعين عندهم المخضرمون وأحدهم مخضرم - بفتح الراء - وهو الذي أدرك الجاهلية وزمن النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم يره كالأسود بن يزيد النخعي

<<  <  ج: ص:  >  >>