(٤٥٨) (١) أي كان أشد شيء عليه أن يروي حديثًا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) مخافة أن يخطئ فيه فيكذب عليه (صلى الله عليه وسلم) فهو لذلك كان يتثبت في رواية الحديث ولا يعزو إليه (صلى الله عليه وسلم) حديثًا إلا وهو على يقين منه والتثبت في رواية السنة دأب العلماء العاملين والحفاظ الورعين فجزاهم الله عن الإسلام خيرًا وكبت بهم أعداء السنن النبوية و (سفيان بن يعينة) سكن مكة وتوفي بها وهو من تابعي التابعين سمع الزهري وعمرو بن دينار والشعبي وعبد الله بن دينار ومحمد بن المنكدر وغيرهم وروي عن الأعمش والثوري وأبن جريح وشعبة وأبن المبارك وحماد بن زياد والشافعي وأحمد وأبن المديني وغيرهم، اتفقوا على إمامته وجلالته وعظم مرتبته وأنه أثبت الناس في حديث عمرو بن دينار قال الشافعي ما رأيت أحدًا أحسن لتفسير الحديث منه ومناقبه كثيرة مشهورة ولد سنة ١٠٧ وتوفي سنة ١٩٨ رحمه الله ورضي عنه. (٤٥٩) (سنده) (٢) حدّثنا عبد الله ثنا أبي ثنا عفان ثنا وهيب ثنا موسي بن عقبة أخبرني سالم أنه سمع عبد الله يحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الخ (غريبة) (٣) (زيد بن عمرو) بفتح العين وسكون الميم (بن نفيل) بضم ففتح مصغرًا وزيد هذا والد سعيد بن زيد العدوي الصحابي أحد العشرة المبشرون بالجنة (٤) (بلدح) بوزن جعفر واد في غرب مكة في الطريق إلى التنعيم (٥) قال ابن الأثير السفرة طعام يتخذه المسافر وأكثر أيحمل في جلد مستدير فنقل أسم الطعام إلى الجلد وسمي به كما سميت المزادة رواية وغير ذلك من الأسماء المنقولة أهـ والمناسب هنا حملها على الطعام لا على الجلد (٦) قوله (ثم قال) أي زيد مخاطبًا الذين كانوا معه (أني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم الخ) وكان زيد يبغض الوثنية ويبحث في الديانات ليهتدي إلى الحق فلم تعجبه اليهودية ولا النصرانية فآمن بشريعة إبراهيم عليه السلام وأساسها التوحيد وقد ظن أن اللحم الذي قدمه إليه (صلى الله عليه وسلم) مما ذبح على النصب فأبي الأكل منه ولم يكن الأمر كما ظن لمكان العصمة قال أبن الأثير في النهاية (النصب) - بضم الصاد وسكونها - حجر كانوا ينصبونه في الجاهلية ويتخذونه صنمًا فيعبدونه والجمع (أنصاب) وقيل هو حجر