(عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما)) قال قال النبي (صلى الله عليه وسلم وآله وسلم) توفي اليوم رجل صالح من الحبش هلم فصفوا قال فصففنا فصلى النبي (صلى الله عليه وسلم) عليه ونحن
(وعن من طريق أخرى) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مات اليوم عبد الله صالح أصحمة فقوموا فصلوا عليه فقام أمتنا فصلى عليه
(٤٦١) (سنده) (١) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا عبد الرازق أنا ابن جريح أخبرني عطاه أنه سمع جابر بن عبد الله يقول قال النبي (صلى الله عليه وسلم) الحديث (وقوله) وعنه من طريق أخرى (سنده) حدّثنا عبد الله حدّثني أبي ثنا يحيي عن أبن جريح ثنا عطاء عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحديث (غريبة) (٢) هو بفتحتين وروي بضم أوله وتسكين ثانية جنس من السودان (٣) هلم بفتح الميم المشددة معناه طلب الإقبال يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث في لغة أهل الحجاز وأما أهل نجد فيصرفونه فيقولون للاثنين وللجمع هلموا وللمرأة هلمي وللنساء هلممن والأول أفصح أفاده في المختار (٤) صففت القوم نم باب رد فاصطفوا أي أقمتم صفوفًا وقد يستعمل لازمًا أيضًا فيقال صففتهم فصفوا هم أفادة في المصباح والمختار وبناء عليه فقوله في الحديث (فصفوا) بضم الصاد فعل أمر من اللازم بمعني اصطفوا أو من المتعدي بمعني أقيموا أنفسكم صفوفًا وقوله (فصففنا) بفتح الصاد ماض متعد أي أقمنا أنفسنا صفوفًا أو لازم أي فاصطفيننا (٥) هو اسمه العلم وهو بدل أو عطف بيان وأما لفظ (النجاشي) فهو لقب لكل من يكون ملكًا على الحبش (تخريجه) أخرجه الشيخان وغيرهما في الجنائز فالبخاري في جملة مواضيع منها باب الصفوف على الجنازة ومسلم في باب التكبير على الجنازة قال القسطلاني: واستدل به على مشروعية الصلاة على الغائب وبه قال الشافعي وأحمد وجمهور السلف وأجاب القائلون بالمنع وهم الحنفية والمالكية عن قصة النجاشي بأنه كان بأرض لم يصل عليه بها أحد فتعينت الصلاة عليه لذلك وقال ابن العربي قال المالكية ليس ذلك إلا لمحمد (صلى الله عليه وسلم) قلنا وما عمل به (صلى الله عليه وسلم) تعمل به أمته قالوا طويت له الأرض وأحضرت الجنازة بين يديه قلنا أن ربنا لقادر وأن نبينا لأهل لذلك ولكن لا تقولوا ألا ما رأيتم ولا تخترعوا من عند أنفسكم ولا تحدثوا إلا بالثابتاث أهـ ملخًا وقال المنذري: في هذا الحديث علم من أعلام النبوة وذلك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) علم بموت النجاشي في اليوم الذي مات فيه على بعد ما بين الحجاز وأرض الحبشة ونعاه للناس في ذلك اليوم وكان نعي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) النجاشي للناس في رجب سنة تسع من الهجرة كذا قال أهل السير وفيه إباحة الأشعار بالجنازة والأعلام بها والاجتماع لها وفيه الصلاة على الغائب وفيه أن النجاشي أسلم ومات مسلمًا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يصلي إلا على مسلم أهـ وقد ترجم أبو داود في سننه (باب الصلاة على لمسلم يليه أهل الشرك في بلد آخر) ثم أخرج حديث أبي هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نعي للناس النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلي فصف بهم وكبر أربع تكبيرات ثم أخرج حديث أبي موسي الأشعري: (أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن ننطلق إلى أرض النجاشي