للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-[سبب مشروعية القنوت]-

قد أسلموا فاستمدوه على قومهم (١) فأمدَّهم نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ بسبعين من لأنصار، ال أنسٌ كنا نسماقَّيهم في زمانهم القرَّاء، (٢) كانوا يحتطبون بالنَّهار ويصلون بالليَّل، فانطلقوا بهم حتَّى إذا أتوا بئر معونة (٣) غدروا بهم فقتلوهم، فقنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا فى صلاةٍ الصبُّح يدعوا على هذه الحياء رعلٍ وذكوان وعصيَّة وبنى الحيان (٤) قال قتادة وحدَّثنا أنسٌ أنَّهم قرؤا به قرآناً (٥) وقال ابن جعفرٍ فى حديثه إنَّا قرأنا بهم قرآناً (يلِّغوا عنَّا قومنا أنَّا قد لقينا ربَّنا فرضى عنَّا وأرضانا) ثم رفع ذلك بعد، (٦) قال ابن جعفرٍ ثمَّ نسخ


بطن من بني سليم ينسبون رعل بن عوف بن مالك بن امرئ القيس بن لهيعة بن سليم وأما ذكوان فبطن من بني سليم أيضاً ينسبون إلى ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم (وعصيه) بوزن رقيه قبيلة من بني سليم أيضاً (١) في رواية للبخاري أنهم استمدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدو فأمدهم بسبعين الخ (٢) أي لأنهم كانوا يحفظون القرآن وكانوا من أصلح الناس وقد بين قتادة في روايته أنهم كانوا يحتطبون بالنهار (أي يجمعون الحطب فيبيعونه ويشترون بثمنه الطعام) ويصلون بالليل وفي رواية ثابت ويشترون به الطعام لأهل الصفة ويتدارسون القرآن بالليل ويتعلمون (٣) بفتح الميم وضم المهملة وسكون الواو بعدها نون موضع في بلاد هذيل بين مكة وعسفان وهذه الوقعة تعرف بسرية القراء وكانت مع بني رعل وذكوان المذكورين قاله الحافظ ف (٤) هذا يوهم أن بني لحيان ممن أصاب يوم بئر معونة وليس كذلك وإنما أصاب هؤلاء القراء رعل وذكوان وعصية ومن يحبهم من سليم وأما بنو لحيان فهم الذين أصابوا بعث الرجيع وإنما أتى الخبر إلى رسول الله عنهم كلهم في وقت واحد فدعا على الذين أصابوا أصحابه في الموضعين دعاء واحداً والله أعلم قاله القسطلاني في المواهب لت) وعلى هذا يحمل حديث الباب ويندفع الإيهام وسيأتي ذكر سرية الرجيع وبئر معونه بأوسع من هذا في كتاب الغزوات إن شاء الله تعالى (٥) سبب نزوله أنهم قالوا (اللهم بلغ عنا نبينا " وفي لفظ " اخواننا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا) فأخبره جبريل فحمد الله وأثنى عليه فقال إن إخوانكم قد لقوا ربهم فرضي عنهم وأرضاهم قال أنس فكنا نقرأ (بلغوا عنا الخ) قال الإمام السهيلي ثبت هذا في الصحيح وليس عليه رونق الإعجاز فيقال إنه لم ينزل بهذا النظم ولكن بنظم معجز كنظم القرآن اهـ (٦) أي

<<  <  ج: ص:  >  >>