وحماد ومالك بن أنس وأهل الحجاز والأوزاعي وأكثر أهل الشام والشافعي وأصحابه، (وعن النوري) روايتان ثم قال وغير هؤلاء خلق كثير، وحكاه الخطابي في معالم السنن عن أحمد بن حنبل واسحاق بن راهويه وحكى الترمذي عنهما خلاف ذلك (قال النووي) في المجموع " شرح المهذب " القنوت في الصبح مذهبنا، وبه قال أكثر السلف ومن بعدهم أو كثير منهم، وقال الثوري وابن حزم كل من الفعل والترك حسن (احتج المثبتون) بحديث الباب عن أنس " مازال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت في الفجر حتى فارق الدنيا " وبما رواه الحاكم وصححه والدارقطني عن أنس أيضاً من عدة طرق " أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهراً يدعو عليهم ثم تركه فأما في الصبح فلم يزل يقنت حتى فارق الدنيا " (وذهب جماعة) إلى عدم مشروعية القنوت في الصبح إذا لم تكن نازلة، منهم ابن المبارك وابن عباس وابن مسعود وأبو الدرداء وأبو اسحاق وأصحابه وسفيان الثوري وأبو حنيفة، مستدلين بحديث أبي مالك الأشجعي عند الترمذي وابن ماجه والأمام احمد "وسيأتي في باب حجة من أنكر القنوت " وبما أخرجه ابن حبان عن ابراهيم بن سعد عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقنت في صلاة الصبح إلا أن يدعو لقوم أو على قوم " وبما أخرجه الخطيب في كتاب القنوت من حديث محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت لا إذا دعا لقوم أو دعا على قوم "رواه ابن خزيمة "أيضاً وصححه وبأحاديث أخري لا تخلو من مقال، وأجابوا عن حديث أنس بإنه ضعيف لا تقوم به حجة لأنه من طريق أبي جعفر الرازي وهو أن وثقه جماعة فيه مقال، ويزيده ضعفا ما رواه الخطيب من طريق قيس بن الربيع عن عاصم بن سليمان قال قلنا لأنس بن مالك إن قوما يزعمون " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال يقنت بالفجر "قال كذبوا، وإنما قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً واحداً يدعو على حي من أحياء العرب (قال ابن القيم في الهدى) قيس ابن الربيع وان كان يحي ضعفه فقد وثقه غيره، وليس بدون أبي جعفر الرازي، فكيف يكون أبو جعفر حجة في قوله " لم يزل يقنت حتى فارق الدنيا " وقيس ليس بحجة في هذا الحديث وهو أوثق منه أو مثله، والذين ضعفوا أبا جعفر أكثر من الذين ضعفوا قيسا، فإنما يعرف تضعيف قيس عن يحي، قال أحمد بن سعيد بن أبي مريم سألت يحي عن قيس ابن الربيع فقال ضعيف لا يكتب حديثه، كان يحدث بالحديث عن عبيدة وهو عنده عن منصور، ومثل هذا لا يوجب رد حديث الراوي، لأن غاية ذلك أن يكون غلط ووهم في ذكر عبيدة بدل منصور، ومن الذي يسلم من هذا من المحدثين (قال) وكان هديه صلى الله عليه وسلم القنوت في النوازل خاصة وتركه عند عدمها، ولم يكن يخصه بالفجر بل كان أكثر قنوته