للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجل (١) حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقال: يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه (٢) فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا صلى الله عليك؟ قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله (٣) فقال: إذا أنتم صليتم عليّ فقولوا: اللهم صل على محمد (٤) النبي الأمي وعلى آل محمد كما (٥)


عن ابن إسحاق قال: وحدثني في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا المرء المسلم صلى عليه فيه صلاته محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري أخي بلحارث بن الخزرج عن أبي مسعود عقبة بن عمرو (الحديث). (غريبه) ١ - الظاهر أنه بشير بن سعد كما سيأتي في الحديث التالي. ٢ - أي عرفوه في التشهد، وهو قولهم «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته». ٣ - عند الطبراني «فسكت حتى جاءه الوحي» وتمنوا أنه لم يسأله خشية أن يكون صلى الله عليه وسلم كره سؤاله؛ لما تقرر عندهم من النهي عن ذلك في قوله تعالى {لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} (المائدة ١٠١). ٤ - قال أبو العالية: صلاة الله عز وجل على نبيه ثناؤه عليه عند ملائكته. وقال ابن عباس والضحاك: رحمته. وقيل: المراد بذلك تعظيمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دينه وإبقاء شريعته وفي الآخرة بإجزال مثوبته وتشفيعه في أمته. ٥ - استشكل جماعة من العلماء هذا التشبيه بأن المشبه يكون دون المشبه به في الغالب، وما هنا ليس كذلك، لأنه صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء. وأجيب عن ذلك بأجوبة كثيرة، منها أن ذلك من غير الغالب كما في قوله تعالى {مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ} (النور ٣٥). ومنها أنه صلى الله عليه وسلم من جملة آل إبراهيم وكذلك آله، فالمشبه هو الصلاة عليه وعلى آله بالصلاة على إبراهيم وآله الذي هو من جملتهم. قال النووي رحمه الله: والمختار في ذلك أحد ثلاثة أقوال: أحدها: حكاه بعض أصحابنا عن الشافعي رحمه الله تعالى، أن معناه «صل على محمد» وتم الكلام هنا، ثم استأنف «وعلى آل محمد»، أي وصل على آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، فالمسئول له مثل إبراهيم وآله هم آل محمد صلى الله عليه وسلم لا نفسه. القول الثاني: معناه اجعل لمحمد وآله صلاة منك كما جعلتها لإبراهيم وآله، فالمسئول المشاركة في أصل الصلاة لا قدرها. القول الثالث: أنه على ظاهره والمراد اجعل لمحمد وآله صلاة بمقدار الصلاة التي لإبراهيم وآله، والمسئول مقابلة الجملة، فإن المختار في الآل أنهم جميع الأتباع ويدخل في آل إبراهيم خلائق لا يحصون من الأنبياء، ولا يدخل في آل محمد صلى الله عليه وسلم نبي، فطلب إلحاق هذه الجملة التي فيها نبي واحد بتلك الجملة التي فيها خلائق من الأنبياء، والله أعلم. اهـ. قيل: وخص إبراهيم بذكرنا له في الصلاة من بين سائر الأنبياء لأنه أفضلهم

<<  <  ج: ص:  >  >>