للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال الْيَهُودِيُّ: إنما نَدْعُوهُ بِاسْمِهِ الذي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ, فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إِنَّ اسمي مُحَمَّدٌ الذي سَمَّانِي بِهِ أَهْلِي.

فقال الْيَهُودِيُّ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ.

فقال له رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَيَنْفَعُكَ شَيْءٌ إن حَدَّثْتُكَ؟ قال: أَسْمَعُ بِأُذُنَيَّ , فَنَكَتَ (١) رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بِعُودٍ معه فقال: سَلْ.

فقال الْيَهُودِيُّ: أَيْنَ يَكُونُ الناس يوم تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غير الأرض والسماوات؟

فقال رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: هُمْ في الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ (٢).

قال: فَمَنْ أَوَّلُ الناس إِجَازَةً (٣)؟

قال: فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ.

قال الْيَهُودِيُّ: فما تُحْفَتُهُمْ (٤) حين يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ؟

قال زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ (٥).

قال: فما غِذَاؤُهُمْ على أثرها؟

قال: يُنْحَرُ لهم ثَوْرُ الْجَنَّةِ الذي كان يَأْكُلُ من أَطْرَافِهَا.

قال: فما شَرَابُهُمْ عليه؟

قال: من عَيْنٍ فيها تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (٦).

قال: صَدَقْتَ.

قال: وَجِئْتُ أَسْأَلُكَ عن شَيْءٍ لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ من أَهْلِ الأرض إلا نَبِيٌّ أو رَجُلٌ أو رَجُلَانِ.


(١) النكت: معناه يخط بالعود في الأرض ويؤثر به فيها وهذا يفعله المفكر المهموم. انظر: الفائق في غريب الحديث, (١/ ٣٧١) المؤلف: محمود بن عمر الزمخشري, الناشر: دار المعرفة - لبنان, الطبعة الثانية, تحقيق: علي محمد البجاوي محمد أبو الفضل إبراهيم.
(٢) الجسر: بفتح الجيم وكسرها لغتان مشهورتان والمراد به هنا الصراط. انظر: المنهاج شرح صحيح مسلم (٣/ ٢٩). مرجع سابق.
(٣) الإجازة: الجواز والعبور, انظر: المصدر السابق.
(٤) تحفتهم: بإسكان الحاء وفتحها لغتان, وهي ما يهدي إلى الرجل ويخص به ويلاطف. انظر: المصدر السابق.
(٥) النون: هو الحوت وجمعه نينان. انظر: المصدر السابق.
(٦) سلسبيلا: قال جماعة من أهل اللغة والمفسرين السلسبيل اسم للعين, وقال مجاهد وغيره هي: شديدة الجري, وقيل في السلسلة اللينة. انظر: المصدر السابق.

<<  <   >  >>