للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إسرائيل في النسخة العبرانية في هذا النص غلط يقيناً، وهو من التحريف بالتبديل؛ لأن آحاز ملك يهوذا (المملكة الجنوبية وعاصمتها أورشليم)، وليس ملك إسرائيل (المملكة الشمالية وعاصمتها نابلس)، والصواب: أن توضع كلمة: (يهوذا) مكان كلمة: (إسرائيل)، كما وقع في النسختين اليونانية واللاتينية: أن الرب أذل يهوذا بسبب آحاز ملك يهوذا، فالنسخة العبرانية محرفة في هذا الموضع" (١).

ولم نكثر من الاستدلال في هذه الأماكن من الكتاب المقدس الموجود عندهم على هذه التحريفات لاعتقادنا أنه كتاب باطل, والمسلم يعرف كلام الله الحق من كلام غيره الباطل؛ لكثرة التحريفات التي وقعت طوال الزمن والتي هي كثيرة جداً.

المطلب الثالث: أمثلة على التحريف بالزيادة قديماً:

وأما تحريفهم للكتب السماوية بالزيادة فقد ورد تأكيده في الخطاب القرآني لأهل الكتاب وما ذكره الله عز وجل في قوله تعالى: { .. وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ} (٢).

فحينما أمر الله بني إسرائيل بدخول الأرض المقدسة طلب منهم في ذلك قولاً وفعلاً, أما الفعل فقد تكلمنا عنه في المطلب السابق.

وأما القول فهو أن يقولوا: (حطة) فزادوا عليها بخلاف ما طُلب منهم, قال ابن الجوزي رحمة الله: " وأما تغيير القول ففيه خمسة أقوال:

أحدها: أنهم قالوا مكان (حطة) حبة في شعرة, رواه أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - , والحديث قد تقدم (٣).

والثاني: أنهم قالوا: حنطة, قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد ووهب وابن زيد.

والثالث: أنهم قالوا: حنطة حمراء فيها شعرة, قاله ابن مسعود.

والرابع: أنهم قالوا: حبة حنطة مثقوبة فيها شعيرة سوداء, قاله السدي عن أشياخه.


(١) انظر: إظهار الحق (ص: ٩٢) مرجع سابق.
(٢) سورة البقرة الآية: (٥٨ - ٥٩).
(٣) أخرجه البخاري, كتاب تفسير القرآن, باب قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} (٤/ ١٦٢٧) برقم: (٤٢٠٩) مرجع سابق.

<<  <   >  >>